بقلم: كنده الجيوش
يهتم الكثير من المثقفين في الشرق والغرب بموضوع الاثار والتاريخ في مختلف البلدان لما له من قيمة معرفية إنسانية وصلة زمنية بمختلف الحضارات التي نشأت على الارض.
التاريخ واللقى الاثرية والكتب التي سطرها الخبراء عن الاثار توضح نمو وتطور العلاقات الانسانية على مستوى الأفراد والدول والحضارات المتنوعة.
ويهتم الكثير من شرائح المجتمع الغربي بتثقيف ابنائه وبناته بموضوع الاثار ورموزها التاريخية وأهميتها في حقبها التي نشأت فيها وصلتها بالحاضر من خلال قراءة الكتب او الرحلات السياحية او زيارة المتاحف.
ومن هنا نرى العديد من الكنديين مثلا يتقاطرون مع ابنائهم على دخول المتاحف في مونتريال للتعرف ورؤية اثار تم جلبها من بلاد بعيدة. ومنها مثلا اثار مصرية قيمة على مستوى عالي من الأهمية في العالم.
من يعرف التاريخ يعرف ان مصر قامت فيها مجموعة من اهم حضارات العالم لدرجة ان علماءنا اليوم لا زالوا يبحثون اسرار العلوم والفلك والبناء وغيرها عند الفراعنة .. وكيف تمكن الأجداد الفراعنة من معرفة ما كانوا يعرفون.
ويا حبذا لو اننا كأبناء جالية عربية في مونتريال نعرف ابناءنا بهذا التاريخ من خلال زيارة المتاحف لان هذا الامر سيساعدهم بالتحاور مع زملائهم وأصدقائهم عن هذا التاريخ والتعريف بأنفسهم وثقافتهم الأم. وطبعا كل ذلك داخل إطار الاندماج بالمجتمع الكندي.
والمتاحف الكندية تحوي الكثير من اللقى الاثرية كذلك من مناطق حضارية مهمة في منطقتنا العربية بالإضافة الى مصر ومنها من العراق و سوريا ولبنان وفلسطين والأردن وهي وسائل ثقافية مهمة لأبناء جاليتنا.
ولكن البعض منا — وليس الجميع — هم مثل الكثير من اهلنا في بلادنا العربية لا نعطي الامر قدرا كافيا من الأهمية. هذا الامر يعود بالدرجة الأولى الى عامل التسويف او الاطمئنان الى اننا نعرف التاريخ ولا نحتاج لإعادة التعريف به مرارا على ابنائنا. والسبب الاخر لمن يعيش في بلادنا العربية هو اننا نعيش بين هذه الاثار وحولها ونؤمن بأننا يمكننا زيارتها في اَي وقت كان. ولكن الوقت والأحداث لا تساعدنا جميعا.
ويصيبنا الكثير من الالم عندما نذكر الاثار السورية والعراقية و ما حصل بها بسبب الحروب.
اليوم نتمنى ان ترمم الاثار المدمرة ويعاد ما اختفى منها لتبقى شاهدا حضاريا للإنسانية جمعاء.
جاليتنا تعالوا نزور المتاحف في مونتريال!













