بقلم: فريد زمكحل
ماذا بعد الجريمة النكراء التي ارتكبها أحد السلفيين بدم بارد في منطقة مؤسسة الزكاة واستشهد على إثرها القمص سمعان شحاتة، كاهن كنيسة يوليوس الأقفهصي بعزبة جرجس في منطقة دار السلام متأثراً بجراحه؟
وماذا بعد التصريح الغبي الصادر عن أحد القيادات الأمنية العليا عقب الحادث ووصف فيه مرتكب الحادث البربري المجرم « بالمختل عقلياً» ؟ وكأن المختل عقلياً لا يستهدف سوى الأباء الكهنة والكنائس على وجه الخصوص.
أقول وماذا بعد؟ وماذا بعد؟ وماذا بعد إلى ما لا نهاية طالما تصر الدولة على المضي قُدماً في تطبيق هذه المنهجية وفي إطلاق مثل هذه التصريحات العبيطة إثر كل حادث إجرامي ضد المسيحيين المصريين سواء عن جهل أو عن عمد!
والسؤال هنا لمصلحة من تصدر مثل هذه التصريحات الساذجة والعبيطة من الجهات الأمنية المفترض فيها التعامل مع الأمر بالكثير من الجدية والصراحة والوضوح، خاصة وأنه طالما بدأ فلن يتوقف مع هذا الفكر الظلامي الذي يستهدف رجال الدين المسيحي، وهنا تكمن الكارثة لأن التصريح الأمني العبيط يضمن عدم محاسبة القاتل قضائياً على أساس أنه مجنون بشهادة الأمن والحكومة حتى يثبت العكس ولن يثبت العكس كالعادة… وسلامات يا كنيسة ويا شعب الكنيسة وإن كان عاجبكم ببساطة.
وقد حذرت أكثر من مرة من مثل هذه التصريحات ومن مثل هذه البيانات غير المسئولة لأنها ستطول وستصيب الأمن القومي المصري إن عاجلاً أو أجلاً في مقتل حيث لن ينفع الندم!
ولا بد أن يفهم القائمون على الأمر بأن ما يحدث في أربيل العراق من الممكن أن يحدث في مصر خاصة وقد طفح الكيل من مثل هذه الممارسات التي لا تتفق مع أقل مبادئ حقوق الإنسان الدولية التي ترفض تهميش الأقليات أو استهداف حريتهم الشخصية في ممارسة عبادتهم المشروعة متى ارادوا وكيفما أرادوا!
ومن هنا احب أن أذكِّر الرئيس السيسي وأعضاء الحكومة الموقرة بأن السكوت على استمرار ما تحتويه المناهج الاسلامية المتطرفة من كره وبغض وعنف ودعوات صريحة لقتل المسيحيين الكفار في كافة المدارس والمعاهد والكليات الأزهرية بمثابة موافقة ضمنية من قبل الدولة والحكومة على استمرار مسلسل القتل واستهداف حياة الأبرياء من المسحيين بدم بارد، وهو ما لا يمكن السكوت عنه أو تغافله أو القبول به بعد الآن لأنه تجاوز واضح وتناقض صريح مع الدستور وحقوق المواطنة المنصوص عليها في القانون الدولي، ولأنه وببساطة يتجه بالاسلام من ديانة سماوية إلى ممارسات إجرامية تسئ إلى الدين الإسلامي قبل وبعد كل شئ لأنها تسئ إلى صحيح الدين وتصيبه في مقتل على جميع المستوايات والمنتديات المحلية والإقليمية والدولية، والذي لا يفهم ذلك ولا يعييه هو المختل عقلياً ونفسياً بالضرورة وبكل تأكيد أو متطرف خطر مع سبق الإصرار والترصد.
رحم الله الآب الشهيد سمعان شحاتة ونسأل الله له فسيح ملكوته ولأهله ولآباء الكنيسة وشعبها الصبر وخالص العزاء. وننتظر محاكمة قاتله والحكم الصادر بشأنه بفارغ من الصبر، وحفظ الله الوطن الحبيب مصر المحروسة من كل سوء.