بقلم: يوسف زمكحل
أنا من الذين يؤيدون أي أتفاق سلام يعقد بين دولتين لأننا في النهاية رأينا وتذَّوقنا مرارة الحروب وتكلفتها المادية والبشرية وهو الأهم ، كما أن الحروب لها تكلفة إقتصادية عالية تدفع ثمنها الشعوب ويتأثر بها أي شعب عندما يتأثر إقتصاد دولته التي دخلت الحرب إما برضاها أو بفرضها عليها والقضية الفلسطينيية التي بدأت فصولها عام 1948 بأحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينيية وتشريد الفلسطينيين في أنحاء العالم .
والحقيقة أن الفسطينيين هم مسئولون مسئولية مباشرة عن ما وصلت إليه القضية الفلسطينيية اليوم فقد أخطأ الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عندما لم يستجب لدعوة الرئيس السادات عام 1977 لحضور مؤتمر مينا هاوس الشهيرفي القاهرة والذي شارك فيه كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ومصر وكان من المقرر أن يحضر هذا المؤتمر أيضاً كل من المملكة السعودية وسوريا والمملكة الأردنية ولكنهم جميعاً أعتذروا عن الحضور وأتهموا الرئيس السادات الذي كان سبَّاقاً لعصره بالخيانة والعمالة وكان بأستطاعة الفلسطينيين الحضور والدخول في المفاوضات وكان من الممكن حصولهم على جزء كبير من أراضيهم لولا تعنتهم غير المفهوم وقتها في حين عقدت مصر وإسرائيل إتفاقية سلام عام 1978 وأستعادت جميع أراضيها التي خسرتها في حرب 1967 ورغم حصول مصر على كل أراضيها إلا أنها تعرضت لحملة شرسة من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي قاد جبهة الرفض ضد هذه الإتفاقية وعقد مؤتمر بغداد الشهير الذي دعا إلى قطع العلاقات مع مصر وعزلها وطردها من الجامعة العربية فكان رد الرئيس السادات آنذاك قوياً عندما قال مصر تَعزل ولا تُعزل ومضت مصر في طريق السلام وبقي الفلسطينيين يعانون إلى اليوم بل وزاد الطينة بلّة عندما أنشق اسماعيل هنية عن حكومة عباس أبو مازن فضاعت القضية وضلّت طريقها وأصبحت إسرائيل مطمئنة وفي بطنها بطيخة صيفي إن القضية الفلسطينيية دخلت في غيبوبة بفعل أبنائها وبأياديهم .
ولا يجب أن يزايد أحد على موقف الإمارات أو البحرين كما زايدوا على مصر والذي يريد أن يحمل السلاح فليحمله ويذهب لمحاربة إسرائيل وكفانا عنترية وجعجعة كاذبة لا تقدم ولا تؤخر ويجب على العالم كله أن يؤيد أتفاق الإمارات والبحرين مع إسرائيل لا أن يقف ضدهما وعلى الإمارات والبحرين بعد توقعيهما هاتين الإتفاقتين أن يدعما القضية الفلسطينيية بأكثر قوة وواقعية وفاعلية إلى أن يعود الصواب للقادة الفلسطينيين لتوحيد صفوفهم والعمل فعلاً من أجل القضية الفلسطينيية والشعب الفلسطيني الذي عانى أشد المعاناة وفقد خيرة شبابه من أجل تحرير أرضه بدلاً من تصريحات الشجب الرنانة التي لاتفيد ولا تنفع .