رحب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا “جير بيدرسون” بالخطوات الدولية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بشأن رفع العقوبات التي كانت مفروضة على سوريا، وأكد أن هذه التطورات تحمل إمكانات هائلة لتحسين الظروف المعيشية في جميع أنحاء البلاد، ولدعم الانتقال السياسي السوري.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال “بيدرسون” في إحاطته أمام اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا: “يسود جو من التفاؤل الحذر وتطلع إلى التجديد، في ظل تحركات دولية بعيدة المدى بشأن سوريا”. ورحب كذلك بالدعم الذي قدمته دول إقليمية بما في ذلك معالجة التزامات سوريا المعلقة تجاه المؤسسات المالية الدولية، ودعم دفع رواتب القطاع العام، وضمان توفير الموارد الحيوية في مجال الطاقة.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن سوريا تواجه تحديات هيكلية كبيرة، في ظل اقتصاد متضرر بفعل أكثر من عقد من الحرب والصراع، فضلا عن مجموعة من العوامل الأخرى المزعزعة للاستقرار.
وأكد أن إنعاش الاقتصاد المنهار سيتطلب من السلطات المؤقتة اتخاذ إجراءات مستدامة تشمل الإصلاح الاقتصادي الشامل ومعايير الحوكمة في النظام المالي، وسيحتاج ذلك إلى دعم دولي.
ورحب المبعوث الأممي بقرار السلطات المؤقتة إنشاء اللجنة الوطنية للعدالة الانتقالية واللجنة الوطنية للمفقودين في سوريا. وقال إن إنشاء لجنة مخصصة للمفقودين يبرهن على مركزية هذه القضية في التجربة الوطنية السورية.
واعتبر “بيدرسون” أن لجنة العدالة الانتقالية خطوة أساسية أخرى في مسار تعافي سوريا واستعادة حق السوريين في الحقيقة والعدالة وجبر الضرر، وعبر المسؤول الأممي عن سروره بانعقاد أول اجتماع للمجلس الاستشاري النسائي في دمشق منذ تأسيسه عام 2016.
وأوضح أن عضوات المجلس أبرزن أهمية مشاركتهن السياسية، وحرصن على تقديم المشورة الحكيمة للسلطات المؤقتة، كما طالبن “بتوضيح الاستراتيجية الوزارية، ودور المجتمع المدني، وضمان الانخراط السياسي الحقيقي للنساء”.
أكد “بيدرسون” أن “الخطوة التالية الأساسية” وفقا للإعلان الدستوري، هي تشكيل اللجنة العليا المسؤولة عن اختيار أعضاء مجلس الشعب الجديد، مضيفا: “ناقشت مع السلطات المؤقتة ضرورة بذل جهود حقيقية لضمان الشمولية والشفافية والانفتاح”.
وحذر المسؤول الأممي كذلك من “تحديات فورية تتعلق بالحماية والثقة والمشاركة”، مشيرا إلى التصعيد الأخير في مناطق الأغلبية الدرزية في السويداء وضواحي دمشق. وأعرب كذلك عن قلقه الشديد إزاء تجدد الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا، بما في ذلك خلال أحداث العنف في المناطق ذات الغالبية الدرزية وقرب القصر الرئاسي.
وأشار مدير التنسيق بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) “راميش راجاسينجهام”، إلى أن أكثر من عقد من الصراع دفع 90 في المائة من السكان إلى الفقر، وشرد ما يقارب 7.5 مليون شخص داخليا، وأدى إلى لجوء أكثر من ستة ملايين شخص إلى دول أخرى.
وركز “راجاسينجهام” في إحاطته على نقاط ثلاث أولها أن الاحتياجات الإنسانية “لا تزال هائلة، وتزداد تعقيدا”، موضحا أن 16.5 مليون سوري بحاجة إلى الحماية والمساعدة الإنسانية، وأكثر من نصف السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي، فيما يواجه قرابة ثلاثة ملايين انعداما حادا في الأمن الغذائي.
أما النقطة الثانية التي ركز عليها المسؤول الأممي فهي استمرار العمل الإنساني رغم التحديات، موضحا أن “أكثر من ألف شاحنة مساعدات دخلت سوريا من تركيا منذ بداية العام، وهو ارتفاع بسبعة أضعاف مقارنة بالعام الماضي”.
وعن النقطة الثالثة، فهي “الوضع المقلق للتمويل”، حيث قال “راجاسينجهام” إن نداء الأمم المتحدة وشركائها لتمويل قدره مليارا دولار لتغطية الفترة من يناير إلى يونيو لم يتم تمويله سوى بنسبة 10 في المائة، محذرا من أن “المراكز المجتمعية والمستشفيات مهددة بالإغلاق”.
المصدر: أ ش أ