بقلم: كلودين كرمة
في بداية قراءتي لمقتل شاب الدرب الاحمر على يد احد امناء الشرطة وبناء على وجهة نظري، ان البلد تعيش في حالة فوضي لا نهائية بسبب عدم تطبيق القانون من جانب المختصين استبقت الاحداث وقلت القانون لابد ان يطبق والقتيل خالف ذلك بل وتشاجر مع من يؤدي واجبه ، فهل يتنازل امين الشرطة عن الحق ويتبع الباطل لحل الازمة!، وتماديت في تذكر تضحيات رجال الامن من اجل ان ينام الشعب مطمئنا وعدت بالذاكرة الى 25 يناير وحجم الكوارث التي وقعت اثناء انسحاب الشرطة من الشارع ، وبينما كنت افكر في ذلك صدمت بحالة الغضب التي سادت ضد جهاز الشرطة وسمعت وقرأت الكم الهائل الذي تم طرحه خلال اليومين الماضيين من الحوادث التي تمت من امناء الشرطة تجاه المواطنين وما وصل اليه رجال الامن من رعونة وجبروت تجاه البسطاء وآخرها خلاف الاطباء واضرابهم على خلفية اعتداء أمين شرطة على طبيب المطرية وسحله،بدأت في ترجيح احد الكفتين عن الاخري الى ان توصلت لنتيجة مهمة ،وهي انه ليس شرط ان يكون القتيل محترم، محبوب، يتيم، شريف أو يعد لحفل زفافه ،او ينتظر مولود كي اتعاطف معه ، فجميعها معلومات ثانوية امام إنه سلب منه حقه في الحياة.
في مجتمعنا لابد ان تقع “المصيبة “ حتي نستفيق من الغيبوبة التي نعيش فيها ، فهل كنا ننتظر ان يتجمهر الاهالي ويهاجموا مديرية امن القاهرة وبعض الاقسام حتي ندرك خطورة الموقف ،هل كان من الضروري ان يتم طرح سيناريو انسحاب الشرطة واسقاط النظام حتي يهتم المسئوليين ،فلولا “ المسخنتيه” لما شاعت القضية، بهذا تدار الامور للاسف الشديد فشعار المرحلة بات البلطجه هى الحل، من الخطأ تعميم غضبنا ولكن هذا هو الاسلوب الانجح للفت النظر الى حلول معروفة مسبقا
وفي ازمة الدرب الاحمر التي فتحت النار على جهاز الشرطة باكمله الحلول قتلت بحثا: محاسبة كل من يخطئ ايا كان موقعه وعدم التستر عليه من قياداته ، التعامل السريع مع الأخطاء الفردية حتي لا تتحول الى قاعدة عامة ، ولكن الجديد هو النتائج التي ترتبت على الحادث فانا اتوقع ان المرحلة القادمة ستتطلب المزيد من الوعي في تعامل الافراد من الامناء مع المواطنين خاصة بالمواقع الخدميه ، الى جانب ان رجال الداخلية باكملهم في الايام المقبلة قد تصبح ايديهم مرتعشه وقد يلجأوا الى تخفيف تواجدهم في الشارع شئ ما حتي يهدأ الثائرون، نحن الان بين المطرقة والسندان اما فتح دفاتر امناء الشرطة وهذا سيتبعه فتح ملف الضباط المخطئيين، ومن هم اعلي منهم وسيتضح في النهاية ان الجهاز باكمله في حاجة الى اعادة تشكيل ،وهذا امر كارثي خاصة وان هناك كثيرون من الخارجين عن القانون ينتظرون سقوط الجهاز وانهيار البلد باكملها حتي يحصدون،اوعودة شعار “زمن الاستبداد خير من الفوضى “