شكك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الإثنين في صدق الولايات المتحدة في السعي إلى إجراء مفاوضات مع طهران في ظل فرض عقوبات عليها، وذلك بعد أسبوع من إعادة تطبيق الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسة “أقصى الضغوط” على إيران.
وقال بزشكيان “إذا كانت الولايات المتحدة صادقة بشأن المفاوضات، فلماذا فرضت علينا عقوبات؟”، مضيفًا أن إسرائيل، لا إيران، هي التي تزعزع استقرار الشرق الأوسط.
وجاءت تصريحات بزشكيان خلال إحياء الذكرى السادسة والأربعين للثورة الإسلامية عام 1979.
وكان الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يوم الجمعة الماضي قال إن التجربة أثبتت أنه “ليس من الفطنة أو الحكمة أو الشرف” إجراء محادثات مع الولايات المتحدة، وذلك بعد أيام من تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بأنه “يود التوصل إلى اتفاق” مع طهران.
وانتقد خامنئي إدارة ترمب السابقة لعدم الوفاء بالتزاماتها لكنه أحجم عن تجديد حظر على المحادثات المباشرة مع واشنطن كان فرضه خلال إدارة ترمب الأولى في 2018.
كان ترمب قال يوم الأربعاء إنه يود التوصل إلى اتفاق نووي مع طهران يمكن التحقق منه مع استئناف سياسة “أقصى الضغوط”. وذكر في حديثه للصحفيين أن رسالته إلى إيران هي “أود أن أتمكن من إبرام اتفاق جيد. اتفاق يمكنكم من خلاله مواصلة الحياة بشكل طبيعي”.
وخلال فترة ولايته السابقة في 2018، انسحب ترمب من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع قوى عالمية عام 2015 وأعاد فرض عقوبات شلت الاقتصاد الإيراني.
ودفعت العقوبات القاسية طهران إلى انتهاك القيود التي فرضها الاتفاق على برنامجها النووي.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن خامنئي قوله “ليس من الفطنة أو الحكمة أو الشرف التفاوض مع الولايات المتحدة. ولن يحل أيا من مشاكلنا. والسبب في ذلك؟ التجربة”.
وأضاف أن إيران توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدة ودول أخرى بعد محادثات استمرت عامين، لكن الأمريكيين لم يلتزموا به رغم تنازلات كثيرة قدمتها طهران. وقال خامنئي في إشارة إلى ترمب “مزقه الشخص الذي يحكم الولايات المتحدة الآن”.
وقال مسؤول إيراني كبير لرويترز يوم الأربعاء إن إيران مستعدة لمنح الولايات المتحدة فرصة لحل الخلافات بينهما.
وأوضح خامنئي أن إيران سترد بالمثل إذا هاجمتها الولايات المتحدة، قائلا “إذا هددونا فسوف نهددهم. وإذا نفذوا تهديداتهم، فسننفذ تهديداتنا أيضا”.
وفي إشارة إلى اقتراح ترمب بنقل الفلسطينيين قسرا من غزة إلى دول عربية مجاورة، قال خامنئي إن “الأمريكيين يعيدون رسم خريطة العالم على الورق. لكن هذا مجرد حبر على الورق، ولا أساس له في الواقع”.
ونددت إيران الجمعة الماضي، بتحرك واشنطن لفرض عقوبات جديدة تتعلق بالشحن وقالت إن من شأن هذا الإجراء أن يحرمها من التجارة المشروعة مع شركائها.
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أمس الخميس فرض عقوبات جديدة على عدد من الأفراد والناقلات بسبب مساعدتهم في شحن ملايين البراميل من النفط الخام الإيراني سنويا إلى الصين.
وهذه هي أول عقوبات أمريكية على النفط الإيراني منذ تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع بخفض صادرات النفط الخام الإيرانية إلى الصفر، في إطار السعي لفرض قيود على قدرات البلاد النووية.
ونقلت وكالة الأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي قوله “قرار الإدارة الأمريكية الجديدة ممارسة الضغط على الشعب الإيراني من خلال منع إيران من التجارة المشروعة مع شركائها الاقتصاديين هو عمل غير شرعي وغير قانوني”.
وأضاف أن طهران “تحمل الولايات المتحدة المسؤولية عن عواقب وتداعيات مثل هذه الإجراءات أحادية الجانب والمتغطرسة”.
المصدر: وكالات
































