“السعودية .. العاصفة قادمة ” كتاب وقع تحت يدي بالصدفة من تأليف «بيتر ويلسون و دوجلاس جراهام» ترجمة محمد مطاوع، وفيه يشرح الكاتبان علاقة المملكة العربية السعودية المباشرة وغير المباشرة بكافة حركات التطرف الإسلامي الراديكالي على مستوى العالم، خاصة مع «جماعة أبو سياف» المتشددة في الفلبين التي قامت في ابريل الماضي من هذا العام باختطاف 14 مواطناً أندونيسياً، وأربعة مواطنين ماليزيين واثنين كنديين، أحدهم قتل ظهر يوم الاثنين 25 ابريل والمواطن الكندي الأخر بعده بقليل نتيجة رفض الحكومة الكندية دفع مبلغ 6.5 مليون دولار عن كل شخص كفدية للمختطفين للإفراج عنهما.
والذي يقوم بقراءة هذا الكتاب بتأني سوف يكتشف كيف انقلب السحر على الساحر من خلال انقلاب هذه الجماعات الراديكالية على من ساندها وموَّلها بالمال والسلاح لإثارة القلاقل تحت لواء الدفاع عن الإسلام والمسلمين ضد المد الشيوعي في أفغانستان والتمدد الصليبي المزعوم في آسيا وأفريقيا.
والسؤال الهام والمحوري الذي يفرض نفسه علينا منذ هذا الحادث الأليم هو التالي: هل قامت الحكومة الكندية بالاتصال بالحكومة السعودية للتدخل والعمل على الافراج الفوري عن الاسيرين الكنديين من قبضة عناصر جماعة أبو سياف؟ أم اكتفت الحكومة ورئيس الحكومة بوصف عملية القتل بأنه «قتل بدم بارد» خاصة والعلاقات الثنائية بين كندا والسعودية في أوج الازدهار خاصة على صعيد الصفقات العسكرية بين كندا والمملكة وتقدر بمليارات الدولارات؟
والسؤال الأخطر والأهم، هل فضلت الحكومة الكندية الحفاظ على مصالحها المالية مع المملكة العربية السعودية ولو من خلال التضحية بحياة بعض مواطنيها الأبرياء المقيمين في الخارج؟ وهل حاولت الحكومة فعل ذلك من عدمه أم أنها كانت تعلم مسبقاً إنقلاب هذه الجماعات الراديكالية على آل سعود وخروجها التام عن نطاق السيطرة؟ وهل تفجير الثلاثاء الماضي من خلال عمل انتحاري بالقرب من المسجد النبوي في المدينة المنورة كان بمثابة الاعلان والتأكيد على خروج كل هذه الجماعات عن نطاق سيطرة آل سعود والدولة السعودية بغير رجعة؟ أم أنه لفرض المزيد من الضغوط على المملكة للحصول على التمويل اللازم لتنفيذ عملياتها الارهابية داخليا وخارجياً؟
والسؤال الأخير الذي يجب أن يوجه لبعض ساسة العالم السابقين منهم واللاحقين والحاليين هو من قام بتسهيل ونشر هذا الفكر الوهابي الراديكالي المتطرف في كل دول العالم ومازال يفعل؟ وهل كان مقابل تنفيذ مؤامرات سياسية لإضعاف المنطقة؟ أم لتحقيق بعض المصالح والمدخرات المالية الشخصية الزائلة؟ أم للحصول على كليهما معاً بغض النظر عن السلام والاستقرار وسقوط مئات الألوف من الضحايا الأبرياء من كل دين وعرق ولون بغير ذنب جنوه؟
ويقيني بأن الشعب السعودي الشقيق سوف يدفع الثمن باهظاً خلال الأيام والأسابيع والشهور القادمة نتاج السياسات الخاطئة التي مارستها أسرة آل سعود لا دفاعاً عن الإسلام وإنما دفاعاً عن مصالحها حتى ولو كان ذلك على حساب تشويه سمعة الإسلام والمسلمين في العالم بعد أن سمحوا بهدم العقول من خلال بث هذه الأفكار الظلامية والإجرامية المتطرفة في عقول الشباب.
” السعودية .. العاصفة قادمة” كتاب انصح الجميع بقراءته وبضرورة استيعابه وفهمه جيداً لمعرفة ما ينتظر الأبرياء في كل أنحاء العالم من مخاطر شارك فيها ومازال يخطط لها بعض ساسة العالم ممن فقدوا الضمير وعملوا لحساب الشيطان الرجيم!