بقلم: فريد زمكحل
قلت ومازلت أقول وأكرر إن الإطاحة بالرئيس الأسد لم يكن الهدف منه الحفاظ على سيادة الدولة السورية ووحدة أراضيها، وما حدث وتعرضت له مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية والمسيحية من اعتداءات بربرية طيلة الأيام الماضية من فصائل الجولاني العسكرية الذي أعلن عن انسحابه وانسحاب قواته من المدينة بعد التدخل القوي لجيش الدفاع الإسرائيلي ضد قواته في المدينة الذي هدد في حال عدم تسليمها ووضعها بالكامل تحت حماية القوات الدرزية قبل حلول الساعة السابعة مساءًا بأنه سيقوم بإجتياح كل المدن السورية وتدمير كل قوات الجولاني عن بكرة أبيها إن لم يقوموا بالانسحاب من المدينة على الفور، وأكد على هذا الانسحاب رفع المقاتلون الدروز للعلم الإسرائيلي فوق مباني السويداء عرفاناً منهم وتقديراً للجيش الاسرائيلي «جيش تحرير الضعفاء والأبرياء من قبضة القتلة والمجرمين المتطرفين والمرتزقة».
الأمر الذي يؤكد على صحة كل ما جاء في مقالي الافتتاحي للعدد الماضي رقم 569 تحت عنوان «سوريا والتقسيم» ، والذي قلت فيه وبوضوح أن مهمة حكم الجولاني لسوريا بعيدة كل البعد عن كل المفاهيم الوطنية واللبيب بالاشارة يفهم!
خاصة وكل الدلائل تُشير إلى ذلك وتؤكد على ذلك وبأن حرب السويداء مقدِّمة «لحرب أهلية» قائمة على الطائفية والتطرف والإرهاب لصالح تأسيس الدولة الإسلامية وبعض القوى الإقليمية في المنطقة ومنها إسرائيل في الجنوب وتركيا في الشمال ولكل منهما أطماعه وأهدافه التي قد تطول لبنان وتؤثر عليه كل التأثير، الأمر الذي قد يثير حفيظة أصحاب المصالح في هذا البلد بشكل ملحوظ في الأسابيع القليلة القادمة ويشير إلى إمكانية قيامهم بعمل ما ملموس على الأراضي السورية دفاعاً عن مصالحهما السياسية والثقافية والتاريخية في المنطقة ضد همجية إدارة أحمد الشرع وقواته المسلحة المكونة من عناصر أجنبية مرتزقة مع عناصر سورية متطرفة لا تؤمن بفكرة الوطن وضرورة الحفاظ على كل مكوِّناته الوطنية.
لذا اعتقد بأن مدينة السويداء لن تكون آخر المدن السورية التي ستتعرض لبربرية الجولاني ورجاله، إن لم تتحد كافة مكوِّنات الشعب السوري لمواجهة هذا المخطط للقضاء عليه وعلى من يقوم بتنفيذه في سوريا ضد المواطنين السوريين الأبرياء.
لذا سأعيد اليوم ما قمت بنشره في نفس المكان في العدد السابق وتنبأت فيه بكل ما سوف يحدث قبل حدوثه
سوريا والتقسيم
يبدو أن السيد أحمد الشرع الذي نصّبه الكيان الصهيوني بدعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية ليكون رئيساً للدولة السورية خلفاً للرئيس السوري السابق بشار الأسد قد بدأ بتنفيذ مخطط تقسيم الدولة السورية الجديدة (السنية الهوى والهوية)، لدولتين أو أكثر أحدهما علوية والأخرى مسيحية في مخطط الشرق الأوسط الجديد.
وفقاً لكل الشواهد والمعطيات الإجرامية المتطرفة السائدة الآن والموجَّهة للنيل والتنكيل بالعلويين والمسيحيين السوريين من خلال ترهيبهم بشتى الوسائل المتاحة من تضييق على الحريات ومصادرة ممتلكات وإعتقالات واغتيالات يقوم بها أتباع الرئيس الشرع والنظام الراهن بدم بارد وآخرها الاعتداء على كنيسة مار إلياس بدمشق وعلى روادها من المسيحيين المسالمين، والتي أعلنت «سرايا أنصار السنة» عن تبنيها لهذا الهجوم الإجرامي المتطرف الذي أسفر عن سقوط 22 قتيلاً وعشرات المصابين، والذي للأسف الشديد يتنافى مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان التي أقرَّتها المنظمات والهيئات الدولية والعالمية ويحميها ويعترف بها القانون الدولي.
وفي تقديري أن هذا الحادث الأول من نوعه في سوريا، ولكنه لن يكون الأخير لهذه العصابة المتطرفة شكلاً وموضوعاً، الأمر الذي يتطلب من الشعب السوري بكافة مكوّناته بما فيه المكوّن السني المعتدل التحرك السريع والجاد للتخلص من هذا النظام العميل لانقاذ سوريا التاريخ من عبث المفسدين إذا كانوا يريدون الحفاظ على وحدتهم ووحدة أراضيهم والهروب بدولتهم السورية من شبح التقسيم و الدخول في نفق الحروب الأهلية والفوضى المؤديان لهذا الطريق بلا أدنى شك!
اللهم أني قد بلّغت فأشهد!