بقلم: خالد بكداش
تسارعت الأحداث في الأيام الأخيرة حول قضية شغلت الرأي العام العربي والعالمي وأخذت حيزاً كبيراً من صفحات الصحف والمجلات وساعات من البث المباشر ، الأزمة السورية هي صاحبة الامتياز الاخباري و حقوق النشر والتوزيع بمختلف تفاصيلها وعناوينها … الإدارة الامريكية تؤجج الأزمة السورية بين طرفي المعادلة “ المعارضة والنظام “ والطرف الثالث الشعب السوري الذي لم يعد ضمن الحسابات أصلاً .
الادارة الروسية تميل بكفة الميزان الخاص بها تجاه النظام السوري ويبدو ذلك واضحاً وجلياً في تقديمها كافة سبل الدعم العسكري والمالي والمعنوي والسياسي لحكومة بشار الأسد الذي أبدى موافقته على اجراء انتخابات رئاسية جديدة على أن يشارك فيها …..
لو وقفنا لبرهة من الوقت لنسأل ماذا تريد المعارضة السورية لتنهي الأزمة ؟؟
وماذا يريد النظام السوري لينهي الأزمة ؟؟
سؤالان اجاباتهم واضحة ومعلنة ولكنّ الظلام يلفها ..فالمعارضة السورية تطالب برحيل بشار الأسد فقط بمقابل أن تستلم زمام الحكم في البلاد .. وهذا طبعاً ما لن يحدث أبداً ، والسبب أن من يطالب برحيل بشار الأسد ليس الأفراد الذين يقاتلون في الميدان بل جهات دولية تدعم هؤلاء الأبواق المصطنعة والتي تعمل تحت إمرة وسيادة أصحاب المال وهنا أقصد السعودية وقطر و تركيا بالذات . الارهاب الذي بدأ من هنا وتغلغل داخل الدولة السورية وفتح الحدود من الموصل إلى الرقة تحت مسمى داعش .
المشكلة في طرفي الأزمة أنهم لم ولن يراعوا الشعب السوري الضعيف الذي أنهكته الحرب على مدى خمس سنوات متواصلة .
لم يأتِ أحد من المجموعات الدولية ويسأل الشعب السوري ماذا يريد أو ما هي مطالبه .
الجميع يجد من يدعمه بين طرفي الأزمة ، التحالف الدولي يدعم المعارضة ومفرداتها والتحالف الروسي الصيني السوري يدعم النظام الذي استطاع أن يضع كافة فصائل المعارضة المسلحة في مهب الريح وكأنه يقول : مدافع وصواريخ الطيران الروسي من أمامكم و من فوقكم و داعش من خلفكم ..
اليوم بات واضحاً أن جميع التحالفات الدولية تبحث عن مصالحها الشخصية وتقوم بحمايتها فقط .
أما الشعب السوري الذي صمد أمام الحرب الضارية لمدة خمس سنوات فهو قادر على أن يصمد دون الحاجة لتحالفات تقتل المزيد من أفراده .
تلك الصواريخ والقذائف وأنابيب الغاز لا تقتل إلا أفراد الشعب البريء ، سيأتي يوم وسيقرأ فيه أحفادنا أن العالم اجتمع وأخذ قراراً يصرح فيه بقتل الشعب السوري …..