بقلم : على أبودشيش
اهتم المصري القديم بالاحتفالات والأعياد وكان من أول شعوب العالم احتفالا بهم وكانت الأعياد كثيرة جدا وكانت تصنف إلى “أعياد السماء” والأعياد الدنيوية أو الحياتية والسياسية والدينية والجنائزية وغيرها.
واتخذ الاحتفال بالعيد عن الفراعنة مظهراً دينيا؛ وجاءت فكره القربان أو “ الأضحية “وولدت مع مهد الحضارة البشرية ، ويرجع سبب الفكرة الي الخوف من غضب الطبيعة، وعدم فهم ماهية الوجود وأصله والتسليم الي قوه خارقه أو إله عظيم مجهول ، لذا جاءت الشعوب القديمة الي حيله للتقرب الي تلك الآلهة ، عن طريق المنح والعطايا التي تنوع ما بين المأكولات والمشروبات والزهور والحبوب والقمح والحيوانات لتأكيد الإيمان بقوه الآلهة وسلطتهم وتحاشيا لغضبهم ، ورد الشر للطبيعة والكيانات المؤذية ، والاستجابة للدعوات والمطالب ، والحصول علي المعرفة وإطالة العمر ، وكانت القرابين تقدم وفق طقوس خاصة ، وفي محافل مقدسة.
وكانت قرابين القدماء المصريين في مصر القديمة تقدم تحت إشراف كهنة المعابد ، وتراوحت القرابين في مصر بين عطايا من أفضل اللحوم والطعام الفاخر ، جلبا لرضا الآلهة ، كما كانت للخبز قيمة عظيمه ، وتم تقديمه ضمن القرابين الجنائزية التي تقدم علي الموائد أمام المقابر مثلما موضح في العديد في النقوش والرسوم التصويرية في المعابد والمقابر وقدمت القرابين وفقا لتصورين الأول أرتبط بعين “ حورس “ أي عوده الحياة وقوتها ، والثاني أرتبط ب “ ماعت “ كوسيلة من وسائل التمسك بالنظام . وعاده كان الملك هوا الذي يقوم بخدمة “رع “ إله الشمس ، ويقدم له القربان في المعبد بيديه نيابة عن الشعب
ويأتي الختام بالشريعة الإسلامية وتقديم القرابين عند المسلمين ويقوم المسلمون في عيد الأضحى بذبح قربان لله “ الأضحية “ وهو عبارة عن قربان حيواني من الخراف أو البقر أو الجمال ، وتعود طقوس الذبح إلي “نبي الله إبراهيم عليه السلام” ؛ عندما رأي في المنام أنه يقوم بذبح إبنه “إسماعيل “ وعند محاوله “إبراهيم “ بذبح ابنه قامت الملائكة ألا وهوا “جبريل “معه كبش من الجنة قال تعالي “وفديناه بذبح عظيم “(107) أي أن الله خلص إسماعيل من الذبح نظرا لطاعة بأن جعل فداء له كبشاً أقرن عظيم الحجم والبركة وهذا نوع من القرابين وسمي هذا بعيد الأضحى المبارك.