بقلم: ماريان فهيم
بعد انتشار صور قوارب المهاجرين السوريين التي تصارع الامواج ، وبعد ان طفت جثث الاطفال الغرقي على الشواطئ الاوربية ، وبعد تداول صور السوريين المجمدين فى عربية فراخ فى النمسا وبينهم أطفال ، وبعد ان سجل الشعب السورى اكبر نسبة لاجئين فى تاريخ البشرية، تم شن اكبر حرب نفسية ضد السوريين الذين تركوا بلادهم تطالبهم بالعودة إلى الوطن حتى النصر أو الشهادة وبكلامات التجريح ورسائل الاستهزاء دشنت هذه الحرب :”اين وطنية هؤلاء السوريين ، كان اشرف لهم ان يموتوا داخل بلادهم عن ان يتركوها هكذا، كيف طاوعتك نخوتك،على ترك ارضك ، كان أولى بكم مواجهة الموت صموداعن هروبكم المخزي”
اعتقد ان المثل المصري الذي يقول” اللي ايده في المياه مش زي اللي ايده في النار “ هو انسب رد على هذا الهجوم ، اولاً بدلا من ان تتحدث من غرفة مكيفة وانت تجلس امام شاشة الكمبيوتر، ان تضع نفسك مكانه ! من يستطيع ان يصمد واحياء سكنية تقصف يوميا واسر تعيش بدون كهرباء أو ماء من يستطيع ان يتحمل حالات التجويع العام المنتشرة، وفقدان الاحتياجات الأساسية ، تخيل ماذا ستفعل إذا طلب منك أولادك الحليب أو الغذاء وانت عاجز عن تأمين ذلك ، ما هذا الشعورالذي يدفع اب ان يكون لاجئ يتجرع من كأس الذل كل يوم او ان يتحمل اهوال البحر او ان يأكل أوراق الشجر في غابات أوروبا حتي يصل لحدود بلد آخر. سيدي المهاجم لا يمتلك كل سوري سلاح ليدافع به عن نفسه واسرته ومن يحمل السلاح قد لا يتقن فنون استخدامه، ومن لديه السلاح والقدرة علي الاستخدام قد لايجد له ذخيرة.
ليس هروباً وليس جبناً ، ولكن من تحارب في حرب عبثية متعددة الاطراف ، لا توجد مقاومة شريفة ولا يوجد من يوثق فيه لكي ينضم له الشعب السوري .
فلا تتمادوا في ذم الدول العربية ووصفها بانها :” نائمه فى العسل “ كثير من الدول العربية استقبلت السوريين كاخوة وليس كلاجئين وبعضهم افتتح مشروعات صغيرة ينافس بها ابن البلد وفي مصر تحديدا هناك احياء ومحافظات ان ذهبت اليها ستظن انك في سوريا ،ولكن لا تنسي ان الدول العربية باتت منهكة بالكاد تقف على ارجلها وتساعد اشقائها في محاولة منها للحفاظ على تماسك المنطقة ، اما اذا كنتم تتحدثون عن قطر او تركيا فهي ليست دول عربية انما دول امريكية اواسرائيلية ولذلك ساكررها ثانية “اللي ايده في البحر مش ذي اللي ايده في النار”.