بقلم: فـريد زمكحل
يوم الأثنين الماضي تبنى مجلس الأمن الدولي مشروع قرار أمريكي أو مقترح بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بموافقة 14 عضواً وامتناع روسيا عن التصويت، ذلك في الوقت الذي أكدت فيه الخارجية الأمريكية على أن اللقاء الذي جمع مساء الأثنين الماضي بين وزير خارجيتها أنتوني بلينكن وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في القدس الغربية، كان في إطار جولته الثامنة بالمنطقة لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة والدفع قُدماً باقتراح الرئيس الأمريكي جو بايدن للتهدئة، وبأن المقترح الأمريكي سيتيح إمكانية الهدوء على طول الحدود الشمالية لإسرائيل ويدفع للمزيد من الإندماج مع دول المنطقة مشددة على التزام واشنطن الصارم بأمن إسرائيل بما في ذلك ضمان عدم تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023، ذلك في الوقت الذي يقوم فيه «بلينكن» بمطالبة الحكومات العربية بالضغط على حماس بعد لقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الوقت التي ذكرت فيه بعض المصادر لأجهزة الإعلام العربية والدولية، إن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وزياد النخالة الأمين العام للحركة، سلما رداً على المقترح المقدم لوقف إطلاق النار إلى رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، يشتمل ويطالب ببعض التعديلات على المقترح الإسرائيلي من أبرزها إنسحاب إسرائيل من كامل قطاع غزة بما فيه معبر رفح ومحور فيلادلفيا، بينما أنطلق في الأردن مؤتمر الإستجابة الإنسانية الطارئة لغزة بحضور دول عربي وغربية وبعض المؤسسات الأممية، حيث طالب الجميع بضرورة إنهاء الحرب وفتح المعابر وتقديم التبرعات الضرورية لمساعدة أهالي القطاع.
وقد ذكر المتحدث الرسمي للبيت الأبيض جون كيربي مساء الثلاثاء الماضي، بأن الولايات المتحدة الأمريكية قد تلقت رداً رسمياً من حركة حماس والجهاد الإسلامي على مقترح الهدنة الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخراً وتحديداً في 31 مايو/ آيار المنصرم على أنه مقترح إسرائيلي تدعمه الأمم المتحدة مشيراً على عكوف واشنطن على دراسته وتقييمه.
والسؤال هنا هو لماذا الآن والأن بالتحديد تقدَّمت واشنطن بهذا المتقرح الذي نسبته إلى إسرائيل؟
وهل هو للحفاظ على حظوظ الرئيس الأمريكي في الفوز بالإنتخابات الرئاسية القادمة؟ أم هو لنجدة إسرائيل وتقديم طوق النجاة الأخير لحكومة نتنياهو التي أصبحت تواجه الكثير من الانتقادات الدولية ضد كل ما ارتكبته من جرائم حرب ضد سكان القطاع من المدنيين؟
أم أنه لوقف التأييد الدولي المتزايد لإقامة الدولة الفلسطينية؟
في اعتقادي أن الإجابة على هذا السؤال تشتمل وتتضمن كل هذه الأسباب والخيارات بالإضافة لقوة وصلابة المقاومة الفلسطينية من أبناء القطاع وصمودهم غير المسبوق ولشهور أمام غطرسة جيش الاحتلال الإسرائيلي المدعم بكل المساعدات اللوجيستية الأمريكية من أسلحة ومعلومات وقوات على الأرض والتي لم تحقق أي نجاح فعلي للوصول إلى تحرير جميع الرهائن الإسرائيليين من قبضة الفصائل الإسلامية المقاتلة تحت قيادة المقاوم الفلسطيني يحيى إبراهيم حسن السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية في قطاع غزة منذ 13 فبراير 2017، الأمر الذي أحرج حكومة الإحتلال الإسرائيلي ويحرج بالتبعية حكومة الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الرئيس لهذه الحكومة المعرَّضة للمسائلة القضائية والشعبية وذهب بشعبية الرئيس الأمريكي جو بايدن لحد اللا عودة، والذي أتوقع بأنها ستدفع بمقترحها أو بالمقترح الإسرائيلي الأخير لحيز التنفيذ الفعلي بعد الموافقة على كافة الشروط المقدَّمة من جانب حركة المقاومة الإسلامية حماس بقيادة إسماعيل هنية، الذي أثبت قدرة الحركة على الصمود منفردة في وجه هذا العدوان الوحشي ضد القطاع وضد سكانه من المدنيين المتمسكين بأراضيهم وبتواجدهم عليها رغم ضراوة الحرب وغياب المساندة العربية لهم بشكل فج وفاضح ومُعيب ومُخيب لكل الآمال.
أطيب أمنياتي للشعب الفلسطيني الشقيق من أبناء القطاع بتحقيق النصر وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في القريب العاجل ونسأل الله الرحمة لكل الشهداء الذي سقطوا دفاعاً عن حقهم المشروع في إقامة دولتهم الحرة المستقلة.