بقلم: كيندة الجيوش
يبدو المرشح الرئاسي الأمريكي عن حزب المحافظين دونالد ترامب تارة كالمهرج يقفز من منصة لأخرى ومن مدينة لأخرى ويخرج لنا من تحت كمه ومن فمه ومن بين أذنيه افكارا على أشكال طيور غريبة بتلوينها وأقمشة وعصايات خشبية…وأشياء غريبة تلفت النظر ولكنها تفزعنا وتبث الرعب حول ما يمكن ان يكون له المستقبل في السنين المقبلة في حال نجح هذا المهرج بزيادة شعبيته.
وتارة اخرى يقيم ترامب تجمعات لمؤيديه هي أشبه بحفلات الزار. ويبدو وهو ينقر الدفوف لأفكار كريهة تدعو لطرد الأشباح والأرواح وكل ما لونه غير ابيض او ليس ذو أصول اوربية شقراء عن اكبر دولة تدعو وترفع راية الديمقراطية في العالم!
هل نتذكر احدا دعا الى العنصرية بهذا الشكل الفاضح!! اترك الجواب لكم!!!؟
وتبدو حيرة وتألم السياسيين الأمريكان المتنورين والذين قادوا العالم في مناطق وساهموا بالقيادة في أماكن اخرى كبيرة من هذا المفرز الغريب على ثقافتهم!
أمريكا بلد متعدد الثقافات والأعراق.. بلد يدعو للمساواة!!
بلد لطالما كانت له الريادة بالدعوة للديمقراطية!
دونالد ترامب لا يتعدى كونه مهرج وبهلوان يقوم بألعاب هنا وهناك وينشر افكارا غريبة هنا وهناك للفت الانتباه. وكيف لا وهو المعروف بانه يقدس الاعلام الشخصى والدعاية بنفسه! إنسان لديه من الغرور مالا يجب ان يحمله رجل مسؤول عن بلد.
وعلى المستوى الثقافي والإنساني لا يتعدى منطقه أسفل الدرك بين المتحدثين.
طبعا يقول البعض بانه عقل اقتصادي! ربما عقله الاقتصادي المخادع ينفع مع شركة او مؤسسة مالية ولكنه لا ينفع لقيادة دولة وحماية ارواح مواطنين ومستقبل أطفال !!!
كيف يمكن لنا ان نقبل ان يقود العالم رجل جل تفكيره ان يقول عن ابنته الشابة: “نعم انها جميلة ولو لم تكن ابنتي لكنت دعوتها لموعد غرامي!” كيف سمحت له أخلاقه!
يأخذ البعض بان حمى ثقافة المشاهير والشهرة التي تجتاح الولايات المتحدة وربما العالم كله من خلال وسائل الاعلام التقليدي والاجتماعي مسؤولة نسبيا عن صعود نجم مهرج الى مستوى ان يتمكن من ترشيح نفسه لرئاسة قوة عظمى ذهبت للفضاء وتملك القوة النووية وتصارع داعش!
هنا نتذكر ان الديمقراطية التي حاول الحزب الديمقراطي والرئيس الحالي اوباما التذكير بها وتقوية دعائمها تقوم على المساواة وإعطاء فرص التعليم والطبابة الكافية لأبناء البلد لان العيش الكريم والعقل المتنور هو ما يصنع الامم القوية والديمقراطية التي تحترم وتحفظ حق الجميع من المواطنين!
اوباما عرف الطريق الصحيح.. اما ترامب فما هو إلا ديك ملون يستعرض في ساحات صغيرة من التراب والطين!