- كلمتي في جولتي الاغترابية في كندا: لا تيأسوا
- عدم إجراء الاستحقاق الانتخابي في مواعيده هو هدم للديمقراطية ونكسة سياسية وخارجية
- عدم إجراء الاستحقاقات في مواعيدها ينعكس سلبًا على لبنان، إن كان على مصداقية صيغة الحكم أو على شرعية هذا الحكم
- تجربة نواب ما يسمى بـ”التغييريين” لم تكن ناجحة داخل البرلمان اللبناني لأن التركيبة اللبنانية بقيت كما هي
- الضربة الإسرائيلية واردة إنما ليست حتمية
- كندا البلد المحب للبنان، والذي احتضن الكثير من اللبنانيين لفترة زمنية طويلة
أجرَت الحوار مديرة مكتب بيروت : منى حسن
علي درويش هو نائب سابق في البرلمان اللبناني عن مدينة طرابلس، وأحد الشخصيات السياسية والأكاديمية البارزة في الشمال اللبناني. شغل عضوية كتلة “الوسط المستقل” التي رأسها الرئيس نجيب ميقاتي، وكان له حضور فاعل في اللجان النيابية، لا سيما في مجالات الاقتصاد والتعليم والاغتراب. يتميّز بخلفيته الأكاديمية كأستاذ جامعي في مجالات الاقتصاد والإدارة، وبخطابه المعتدل الذي يسعى إلى بناء جسور بين مكونات المجتمع اللبناني. يُعرف درويش بمواقفه الداعية إلى الحوار، واحترام الاستحقاقات الدستورية، وتعزيز دور الجاليات اللبنانية في الخارج كامتداد طبيعي للوطن الأم. وقد لعب دورًا في تسليط الضوء على قضايا طرابلس التنموية، وعلى أهمية التوازن الوطني في العمل السياسي.
وأكد النائب السابق علي درويش في حواره لـ” الرسالة الكندية ” أن تجربة نواب ما يسمى بـ”التغييريين” لم تكن ناجحة داخل البرلمان اللبناني، لأن التركيبة اللبنانية بقيت كما هي. وقال: “عدم إجراء الاستحقاق الانتخابي في مواعيده هو هدم للديمقراطية ونكسة سياسية وخارجية”.
وإلى تفاصيل الحوار:
س: أنتم بصدد القيام بزيارة إلى هاميلتون – كندا قريبًا؟ ما هدف هذه الزيارة الآن؟
ج: زيارتي إلى كندا هي الأولى، ولدينا في كندا أقارب وأصحاب وجالية عريقة نفتخر بها وبجميع إنجازاتها.
وعلمنا أنه صار هناك احتفال للعسكر من أصل لبناني، وهذا يعني أن هناك عراقة للجالية اللبنانية في كندا.
هي المرة الأولى التي أزور فيها كندا، مع العلم أنني زرت بلدانًا كثيرة في العالم.
أحببت أن أزور هذا البلد المحب للبنان، والذي احتضن الكثير من اللبنانيين لفترة زمنية طويلة.
وعلى هذا الأساس، سيكون لي جولة في كندا، وخاصة خلال فترة الميلاد ورأس السنة التي تتميز بالأجواء المميزة.
س: هل لديكم مواعيد رسمية في كندا؟
ج: حتى هذه اللحظة، لا يوجد مواعيد دبلوماسية بسبب التغيير الذي حصل في تعيينات السلك الدبلوماسي اللبناني.
ويمكن أن يتم التواصل مع السفير اللبناني في كندا أو القنصل اللبناني للوقوف على واقع الانتشار اللبناني في كندا، وخاصة الجالية اللبنانية الطرابلسية الموجودة في كندا، وعددهم ليس بقليل.
س: هل الانتخابات النيابية ستحصل في مواعيدها؟
ج: حتى اللحظة، الانتخابات النيابية ستحصل في مواعيدها.
وعدم حصولها هو نكسة سياسية داخلية وخارجية.
عدم إجراء الاستحقاقات في مواعيدها هو هدم للديمقراطية، بالإضافة إلى أن هذا الأمر ينعكس سلبًا على لبنان، إن كان على مصداقية صيغة الحكم أو على شرعية هذا الحكم، في حال – لا سمح الله – إذا حصل.
س: هل يمكن أن تؤجَّل الانتخابات لأسباب أمنية؟
ج: حتى هذه اللحظة، الانتخابات قائمة في مواعيدها، إلا إذا بُرّر عدم إجرائها لأسباب أمنية وكبيرة جدًا.
س: هل بدأت القوى السياسية التحضير لهذه الانتخابات؟
ج: الانتخابات النيابية حتى اللحظة تُحضَّر من قبل الأفرقاء السياسيين.
س: على أي قانون انتخابي ستُجرى الانتخابات؟
ج: الانتخابات النيابية ستُجرى على القانون النافذ.
واللعبة في لبنان هي لعبة لوائح وتحالفات، لأننا نعرف أن النجاح بالقانون الحالي هو بالحصول على الحواصل، وكل فريق سياسي يعمل حساباته على هذا الأساس.
س: هل بدأت تتظهّر التحالفات في منطقة الشمال؟
ج: لقد بدأت تتظهّر التحالفات في إطار منطقة الشمال.
الصيغة المتقدمة هي صيغة ملامسة عملية تشكيل اللوائح من قبل قوى سياسية قد تجمعها رؤية موحدة أو لا تجمعها.
عمليًا، الانتخابات هي لعبة حواصل، وبالتالي كل فريق يريد حاصلًا سيأخذه له.
يعني العملية الانتخابية هي عملية حواصل، وليست رؤية تنموية موحدة.
س: هل هذا يعني أننا لن نشهد تغيير وجوه في الانتخابات المقبلة؟
ج: على الأرجح، لا يوجد تغيير، علمًا أن التغيير وما يسمى بـ”التغييريين” لم تكن تجربة ناجحة، لأنه لم يكن هناك تغييريين في شخصيات تعرف التغيير.
ولم يحصل أي تغيير في التركيبة اللبنانية، ولا يمكن تغييرها إلا في حال تغيّر النظام اللبناني من نظام طائفي إلى نظام أكثر عمليًا نحو المواطنية.
عدا عن ذلك، يستخدم البعض هذا الشعار للوصول إلى الهدف، لا أكثر ولا أقل.
س: هل تتخوفون من ضربة إسرائيلية على الجنوب في ظل التهديدات؟
ج: عملية الضربة الإسرائيلية واردة، إنما ليست حتمية.
لا شك أن إسرائيل تمارس ضغطًا أكبر على الدولة اللبنانية، وقد تكون رغبتها في إشعال شكل داخلي لبناني – لبناني، بالإضافة إلى اعتداءاتها المستمرة.
اجتماع الميكانيزم أو غيره لم يستطع أن يمنع إسرائيل من الاعتداءات على لبنان، كأنما يريدون تطبيق القرار 1701 من جهة واحدة وليس من جهتين.
ما نستطيع قوله: هناك مخاطر من اندلاع حرب بشكل أو بآخر، إنما هذا الأمر غير محسوم نتيجة عوامل إقليمية ودولية قد تضبط وتيرة عملية الاعتداءات، التي هي حتى الآن محدودة.
وإن كانت موسعة، فالفرق ما بين الحرب الحالية التي لا تزال قائمة والحرب التي حصلت سابقًا هو هدم الأبنية.
وممكن أن تكون الحرب باتجاه دمار أشمل بشكل أو بآخر.
هذا الأمر له اعتبارات، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليات ضخمة: هل هم مع المعتدي أم لا؟
س: ما هي كلمتكم إلى الانتشار؟
ج: الانتشار له مكانة في لبنان.
الكلمة التي سأقولها، رغم قساوتها: لا تيأسوا، إعادة النهوض في لبنان مستمرة.
المغترب اللبناني يرغب بالاستقرار الذي لم يحصل بعد، ويرغب في إعادة نهوض لبنان الذي لم يحصل بعد.
كل هذه الأمور تجعل المغترب أن ييأس من عدم الاستقرار في لبنان.
نحن على خارطة متفجرة بشكل مستمر ونتأثر بالوضع الإقليمي والدولي، ونحن مرآة لعدة صراعات، وليس صراعًا واحدًا.
إنما شاء الله أن يكون مسقط رأسنا في هذا البلد.
لذلك، قد تكون رسالتي: لا تيأسوا، لأن لبنان سيقف على رجليه، وسيكون الوطن الذي نحقق فيه كامل أحلامنا وطموحاتنا.
وأشكرك على المقابلة التي توصل لبنان بالاغتراب، حتى يبقى هذا الوطن حاضرًا في قلوبهم بالعمق.











