ذكرت وسائل إعلام إيرانية،أمس الأربعاء، أن أحد المرشحين للانتخابات الرئاسية في البلاد أعلن انسحابه، ليحتدم السباق بين 4 مرشحين فقط.
وكشفت “وكالة فارس”، مساء الأربعاء، أن مرشح الانتخابات الرئاسية الإيرانية، سعيد جليلي، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، قد أعلن انسحابه من السباق الرئاسي في البلاد، وذلك لصالح المرشح ابراهيم رئيسي، قبل يومين فقط من انطلاق سباق الانتخابات الرئاسية في إيران.
سبق أن أعلن وزير الداخلية الإيراني، عبد الرضا رحماني، في مؤتمر صحفي، الأربعاء، أن “المرشح محسن مهر علي زاده، والمرشح علي رضا زاكاني، انسحبا رسميا من الترشح للسباق الرئاسي، وأرسلا انسحابهما إلى لجنة الانتخابات في وزارة الداخلية”.
وقال المرشح للانتخابات الرئاسية الإيرانية، عبد الناصر همتي، في رسالة إلى المرشح الإصلاحي، مهر علي زاده، بعد انسحابه من التنافس “أديتَ دورا ثمينا وأبليتَ بلاء حسنا وبذلتَ جهدا لتكون صوت كل من تم إقصائهم من التنافس الانتخابي، وأثقلت الحمل الذي يقع على عاتقي”.
وبدوره، ثمن الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، في بيان، قرار المرشح الإصلاحي، محسن مهر علي زاده، بالانسحاب من الانتخابات الرئاسية لصالح المرشح، عبدالناصر همتي.
وأعلن المرشح المحافظ علي رضا زاكاني على “تويتر”، انسحابه من السباق الرئاسي لصالح المرشح إبراهيم رئيسي، قائلا: “نظراً للترحيب الشعبي الواسع بالسيد إبراهيم رئيسي، أعتبر أنه المرشح الأفضل، انسحب من الترشح الانتخابي وأمنح صوتي للسيد رئيسي، وآمل أن يحقق تغييرات جذرية في البلاد”.
وبعد انسحاب علي زاده وزاكاني وجليلي، يتنافس في الانتخابات الرئاسية 4 مرشحين، وهم رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، وأمين مجلس تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، ونائب رئيس مجلس الشورى، أمير حسين قاضي زاده هاشمي، ورئيس البنك المركزي، عبد الناصر همتي.
وكان رئيس لجنة الانتخابات في إيران، جمال عرف، أوضح أول أمس، أنه “وبناء على الاستطلاعات في المواقع الإلكترونية، فإن 37% إلى 47% من المواطنين الإيرانيين سيشاركون في الانتخابات، وهناك أكثر من 59 مليون شخص يحق لهم الاقتراع”.
وبدأت الحملات الدعائية من 28 مايو الماضي، وتستمر لغاية مساء الأربعاء، واليوم الخميس، وستقام الانتخابات غد الجمعة.
ويتعين على الإيرانيين الاختيار بين خمسة مرشحين أغلبهم من المحافظين في انتخابات الرئاسة، التي من المرجح أن تعزز نفوذ مرشد الجمهورية الاسلامية أية الله علي خامنئي. وفي البدء، رفض المسؤولون الدينيون، الذين فحصوا طلبات المرشحين، عدداً من الشخصيات البارزة سواء من المعتدلين أو المحافظين بحيث لم يتبق على الساحة سوى خمسة محافظين واثنين من المعتدلين غير البارزين في الانتخابات المقررة غداً. لكن اثنين من السبعة انسحبا من السباق أمس.
والرئيس الحالي حسن روحاني، منسق الاتفاق النووي الإيراني المبرم في عام 2015 مع قوى عالمية، ممنوع بحكم القانون من خوض الانتخابات لفترة رئاسة ثالثة مدتها أربع سنوات. وفي نظام الحكم الإيراني المزدوج الذي يجمع بين الجمهوري والديني، يتولى الرئيس قيادة الحكومة ويرجع إلى المرشد صاحب السلطة العليا في البلاد.
وهنا نبذة عن كل مرشح:
إبرهيم رئيسي :
رئيس قضاة محافظ خسر انتخابات عام 2017 لمصلحة روحاني وفرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات في العام التالي بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان.
وأشارت واشنطن،التي وصفت رئيسي بأنه من الدائرة المقربة من خامنئي، إلى مشاركته “في ما وصفته بفرقة القتل التي أمرت بإعدامات خارج إطار القانون لآلاف السجناء السياسيين في 1988”.
ولم تعترف إيران قط بالإعدامات الجماعية. ومع ذلك أشاد بعض رجال الدين بالمحاكمات التي وصفوها بالعادلة كما أشادوا “بالتخلص من” المعارضة المسلحة في السنوات الأولى بعد الثورة الإسلامية عام 1979. ولم يرد رئيسي نفسه علنا على مزاعم عن دوره في ذلك.
وفي عام 2016، اختار خامنئي رئيسي لتولي رئاسة مؤسسة أستان قدس رضوي، وهي مؤسسة دينية تدير مليارات الدولارات وتملك مناجم ومصانع نسيج ومصنع أدوية إلى جانب شركات نفط وغاز كبرى.
ويشغل رئيسي كذلك منصب نائب رئيس مجلس الخبراء وهو هيئة دينية تشرف على أداء المرشد وتعينه ونظريا يمكنها عزله كذلك.
وإذا فاز رئيسي في الانتخابات، سيعزز ذلك من فرصه في خلافة خامنئي الذي تولى كذلك الرئاسة لفترتين في عهد زعيم الثورة الإسلامية الراحل أية الله روح الله الخميني.
و يتمتع رئيسي بدعم الحرس الثوري الإيراني.
سعيد جليلي:
موال قوي لخامنئي وهو ديبلوماسي محافظ فقد ساقه اليمنى في الثمانينيات إبان قتاله ضمن صفوف الحرس الثوري في الحرب الإيرانية- العراقية. وهو حاصل على شهادة الدكتوراة في العلوم السياسية ومن المؤمنين بشدة بنظام حكم ولاية الفقيه وهو الذي تأسس عليه منصب خامنئي.
وعين خامنئي جليلي أميناً عاماً للمجلس الأعلى للأمن القومي لمدة خمس سنوات منذ 2007 وهو المنصب الذي جعله تلقائياً كبير المفاوضين النوويين.
وفي 2013، عمل جليلي كذلك لمدة أربع سنوات في مكتب خامنئي كعضو في مجلس تشخيص مصلحة النظام وهو مجلس رقابي يتولى حل النزاعات بين مجلس الشورى ومجلس صيانة الدستور، وهو المجلس الذي يضمن تماشي القوانين والدستور، مع الشريعة الإسلامية والذي يفحص المرشحين في الانتخابات.
عبد الناصر همتي:
سفير سابق لدى الصين وهو شخص عملي تولى منصب محافظ البنك المركزي الإيراني لمدة ثلاث سنوات منذ عام 2018. واستقال من منصبه الشهر الماضي، وسبق أن عمل نائباً لرئيس إذاعة جمهورية إيران الإسلامية ورئيساً لهيئة التأمين المركزية الإيرانية والرئيس التنفيذي لبنك ملي الإيراني.
محسن رضائي:
الأمين العام لمجلس تشخيص مصلحة النظام. كما كان قائدا أعلى للحرس الثوري قاد قواته في الحرب العراقية- الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات في الثمانينيات. وترشح في انتخابات الرئاسة ثلاث مرات وانسحب من السباق الانتخابي في 2005 ويحمل شهادة الدكتوراة في الاقتصاد.
وفي عام 2017، حصلت السلطات الأرجنتينية على أمر اعتقال من الإنتربول لرضائي وأربعة إيرانيين آخرين ولبناني واحد في ما يتعلق بواقعة تفجير مركز للطائفة اليهودية في بوينس أيرس عام 1994 قتل فيه 85 شخصا.
أمير حسين قاضي زاده هاشمي:
عضو مجلس الشورى منذ 2008 وهو سياسي محافظ وعد بدعم الاقتصاد الإيراني المنهار. ويحمل شهادة الدكتوراة في الطب.
المصدر: وكالات