بقلم: خالد بنيصغي
أشرقت من جديد بطلعتها البهية .. صفاء ونقاء ، مودة وسكينة ، جمال وبهاء .. تلك الدعوات المباركة تحققت على أرض الواقع بما تحمله من مبادرات العودة من المحال إلى الحقيقة ، ومن الغياب للحضور للمرة الأخرى
بديعة يرحمها الله برحمته الواسعة ، الشمس التي غابت عنا لتشرق للتو في العالم النقي الطاهر ، لقد تركتنا وغادرت منذ سنة .. لم ننسها أبدا ولو للحظة ، وهي أيضا تتوق لرؤيتنا لو استطاعت لذلك سبيلا ، لقد ظلت تدعو قيد حياتها في أعز اللحظات وأرقاها عند الله ، في سجودها ، في تهجدها ، وفي تلاوة القرآن قبل صلاة الفجر وبعده ، في حركاتها وسكناتها ، وهي التي تؤمن أن الدعاء مخ العبادة ، “ كهيعص ، ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا، إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا ، قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا “
واليوم أشرقت شمس أخرى ورأت النور بين أحضاننا بعد دعوات صالحة مباركة، بعد انتظار بلهفة وشوق حلت “ بديعة “ الصبية الفتية الجميلة البهية ، جاءت تحمل إسم جدتها التي غادرتنا إلى دار البقاء ، حلت “ بديعة “ للمرة الأخرى لنراتها من جديد ، ونهتف باسمها من جديد ، ونحملها بين دراعيْنا وفوق رؤوسنا منتشين بها ، سعداء سعادة لا توصف ، ولنا الشرف أن يعود هذا الإسم العزيز على أنفسنا للمرة الأخرى ليكون خلفاً لأعظم سلفٍ وأطهره وأجمله ..
إنه الله سبحانه وتعالى بتجليات رحمته الغامرة ، يأخذنا إلى عوالم العطاء بغير حساب ، جنة ورضوان من رب كريم، سبحانه يغفر لنا ولا يبالي ، ويكرمنا بالجنة والخلد فيها برحمته .
وفي الدنيا تأتينا منه عز وجل أجمل هدية على الإطلاق ، “ بديعة “ للمرة الأخرى، إنها السعادة التي لا توصف ، سعادة اختلطت فيها دموع الفرح بذكريات أجمل امرأة طاهرة عفيفة عابدة لربها ، محبة له ، خاشعة خاضعة ، تدعو الله في السر والعلن بالخير والهداية والرزق والصحة، بقلب مطمئن ، صادق ، عامر بالإيمان والود والمحبة والإيثار ..
اليوم أزف لك خبرا سارّاً يا “ أختي بديعة“ وأنت في حياة البرزخ هو أن الله أكرمنا مرة أخرى ومَنَّ علينا بفضله ، وتحققت دعواتك المباركة ، اليوم أخبرك ياغالية أنه في بيتنا “ بديعة “ التي رأت النور في هذه اللحظات ، شكرا لله لأن “ بديعة“ بيننا ، نناديها للمرة الأخرى ، نحملها ، نقبلها ، ندللها في نومها واستيقاظها ، نحضنها ، نعلمها الأخلاق والصلاة …
سنخبرها أنها “ بديعة “ وأن لها منح الله شرف أن تحمل اسمك يا غالية ، سنحدثها عن أخلاقك العالية ، وعن حياتك الطاهرة ، وعن مودتك ومحبتك لنا ولكل الناس ، سنحدثها عن جودك وكرمك ، عن صبرك وعزمك في طاعة الله وبين الناس ، لن نوفيك حقك مهما حدثناها عن أخلاقك الراقية ، ولكننا سنحكي ما استطعنا لذلك سبيلا ، ولكننا سنكرر آلاف المرات ونذكرها أنها تحمل اسمك الجميل، وتحمل الكثير من علامات الشبه فيك يا “ أختي بديعة “ سنخبرها في النهاية أننا في غاية الفرح والسرور أن نُدَاوِلَ هذا الإسم الرائع “ بديعة “ بيننا في كل مكان وزمان بلسان الأسرة الصغيرة والكبيرة ، ونحن نرجو من الله تعالى أن يجعلها بنفس جمال روحك وطاعتك وكرمك ، بنفس عزيمتك وجمالك الخلقي والأخلاقي …
شكرا لك ربي عوضتنا بهذه الصبية الجميلة فراق أحب الناس إلينا ، شكرا لك ربي أن ترعاها كما تحب أنت ، في طاعتك ومحبتك ، شكرا لك ربي أن تجعلها نعم الخلف لنعم السلف ..