قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس، إنه لا يواجه أي معارضين بارزين يعتد بهم، وذلك في الوقت الذي يستعد فيه للترشح لفترة رئاسية جديدة.
ونفى بوتين أن يكون راغبا في استبعاد أي معارضة في البلاد، وذلك خلال افتتاح مؤتمره الصحافي التقليدي السنوي، الذي ينظم بعد أيام من إعلان ترشحه لولاية رئاسية رابعة في انتخابات مارس المقبل. وردا على سؤال حول عدم وجود معارضة قوية، قال الرئيس الروسي الذي يحكم البلاد منذ عقدين، “الأمر لا يعود لي”.
وأضاف “أعتقد أن النظام السياسي كما الاقتصادي يجب أن يكون تنافسيا وأرغب في العمل على تشجيع ذلك”، فيما نسب ضعف معارضيه إلى نجاح سياسته الاقتصادية. وقال إنه سيخوض الانتخابات “كمرشح مستقل” وليس مدعوما من حزب روسيا الموحدة، الموالي للكرملين، موضحا أنه يريد الاعتماد على “دعم كبير من مواطنيه”.
وعادة ما ينال بوتين دعم حزب روسيا المتحدة الحاكم، الذي من المرجح أن يدعمه مجددا هذه المرة، لكنه يسعى فيما يبدو، إلى زيادة الإقبال على التصويت بتصوير نفسه كشخص فوق الخلافات الحزبية.
وذكر أنه من السابق لأوانه تحديد برنامجه الانتخابي لكنه أورد قضايا ذات أولوية، فضلا عن العمل على توفير ما وصفه بالنظام السياسي المرن، وتوجيه الاقتصاد صوب التكنولوجيا المتقدمة وتحسين البنية التحتية وزيادة دخل المواطنين.
وأشار آخر استطلاع للرأي لمركز “ليفادا” المستقل إلى أن الرئيس يأتي في الطليعة من الآن بحصوله على تأييد 75 بالمئة من الناخبين، متقدما بفارق كبير على الشيوعي غينادي زيوغانوف والقومي فلاديمير جيرينوفسكي اللذين يتحفظان على انتقاد الكرملين علنا.
ولم يتمكن الليبرالي أليكسي نافالني، المعارض الأول لبوتين، من الترشح للانتخابات الرئاسية بسبب ملاحقات قضائية ضده، يؤكد أنها سياسية. ويرشح المعسكر الليبرالي نجمة التلفزيون كسينيا سوبتشاك، لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أنها لن تحصل على أكثر من واحد بالمئة من الأصوات.
ومنذ إعلان ترشحه سعى الرئيس الروسي إلى الظهور كقائد عسكري ورمز لعهد عادت فيه روسيا بقوة إلى الساحة الدولية من الأزمة الأوكرانية إلى النزاع في سوريا، وكذلك في أجواء الحرب الباردة مع الغربيين.
والتحدي الرئيسي الذي سيواجهه بوتين هو إقناع الروس بالتصويت في هذه الانتخابات التي تبدو نتائجها محسومة، بينما أكد 28 بالمئة فقط من الناخبين أنهم “متأكدون” من أنهم سيدلون بأصواتهم في مارس المقبل.