أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين ببدء سحب ”جزء كبير“ من القوات الروسية من سوريا قائلا إنه بعد حملة عسكرية دامت عامين أنجزت موسكو ودمشق مهمتهما بتدمير تنظيم الدولة الإسلامية.
وأدلى بوتين، الذي توضح استطلاعات الرأي أنه سيفوز بسهولة بفترة ولاية ثانية في انتخابات الرئاسة المقررة في مارس آذار، بالتصريح خلال زيارة لم يعلن عنها مسبقا لقاعدة حميميم الجوية الروسية في محافظة اللاذقية السورية حيث أجرى محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد وألقى كلمة أمام الجنود الروس.
وكانت روسيا نفذت لأول مرة ضربات جوية في سوريا في سبتمبر أيلول 2015 في أكبر تدخل لها في الشرق الأوسط منذ عقود لتتحول الدفة في الصراع السوري لصالح الأسد ويزيد نفوذ موسكو بشكل كبير في المنطقة.
ونقل التلفزيون السوري عن الأسد شكره لبوتين على المساعدة الروسية قائلا إن دم ”شهداء“ موسكو اختلط بدم الجيش السوري.
وساعد استخدام متعاقدين عسكريين من القطاع الخاص، وهو أمر وثقته رويترز لكن نفته وزارة الدفاع، موسكو على التقليل من العدد المعلن للقتلى.
وقد يساعد إعلان بوتين أن ”المهمة أُنجزت“ في زيادة الإقبال على الانتخابات الرئاسية الروسية المقررة في مارس آذار بجذب الناخبين الوطنيين.
ورغم أن نتائج استطلاعات الرأي تشير إلى أن بوتين سيفوز بسهولة إلا أنها توضح أيضا أن بعض الروسيين لا يبالون بشكل كبير بالسياسة ويحرص أنصار بوتين بشكل كبير على أن يفوز في الانتخابات بنسبة كبيرة إذ أنهم يعتبرون أن ذلك يضفي عليه شرعية.
قال بوتين، الذي هيمن على الساحة السياسية الروسية خلال السبعة عشر عاما الماضية، للجنود الروس إنهم سيعودون للوطن كمنتصرين.
وقال بوتين ”مهمة قتال العصابات المسلحة هنا في سوريا، وهي مهمة كان من الضروري إنجازها باستخدام القوة المسلحة المفرطة، تم إنجازها بشكل كبير وبطريقة مذهلة“.
وقال بوتين، الذي كان يرتدي بذلة سوداء ويتحدث أمام جنود يحملون الأعلام الروسية، إن قواته أثبتت قوتها وإن موسكو نجحت في الحفاظ على سوريا دون مساس ”كدولة مستقلة ذات سيادة“ وإن الأوضاع مهيأة لحل سياسي.
وبوتين حريص على تنظيم حدث خاص في سوريا وهو المؤتمر السوري للحوار الوطني الذي تأمل موسكو أن يجمع الحكومة السورية مع المعارضة لمحاولة صياغة دستور جديد.
وتابع ”جزء كبير من الفريق العسكري الروسي في الجمهورية العربية السورية سيعود للوطن… إلى روسيا. الوطن الأم ينتظركم“.
ولكن بوتين أوضح أنه رغم أن روسيا قد تقلل من قواتها إلا أن وجودها العسكري في سوريا دائم وستبقي على قوة ضاربة كافية للقضاء على أي عودة لتنظيم الدولة الإسلامية.
وقال بوتين إن روسيا ستحتفظ بقاعدة حميميم الجوية الروسية في اللاذقية وعلى منشأة بحرية في طرطوس ”بشكل دائم“ رغم قرار بدء سحب بعض القوات. والقاعدتان تحت حماية أنظمة دفاعية جوية صاروخية متطورة.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن بوتين قوله للأسد أيضا إنه يريد العمل مع إيران وتركيا لبدء عملية سلام سورية.