بقلم : أمال مذهر
منذ وأكثر من عقد من الزمن وأثناء وجودي في دمشق تلقيت دعوة من وزارة الثقافة لمناسبة مهرجان لحلب الشهباء التي صنفت بعاصمة الثقافة الإسلامية برعاية رئيس البلاد القائد بشار الأسد برعاية وزارة الثقافة وجمعية العاديات وكل الفعليات الفنية والإعلامية وإشتراك كوادر كبيرة عملت الليل والنهار مع الجهات المختصة لحفظ النظام والأمن ، ونجاحه لتحقيق الهدف السامي ببرنامج عمل مميز ليغني ويعطي حلب حقها ويرجع بهائها ورواجها بين المدن العالمية التاريخية والثقافية المتعددة والأقدم في العالم ، تاريخها يشهد عليها ومعالمها الأثرية في العالم الإسلامي ، ما زال بادياّ للعيان للحضارة والتاريخ منقوش يتألق إبداعه في قلعة حلب والمقروء تاريخها مكللاً بالفرابي عندما وطئ قلعتها أبو الأنبياء ابراهيم الخليل عليه السلام ، ومع صور كل حقبة من التاريخ تنطوي على الفكر والفن والمحبة رسمها ماهر رشيد مبيض بعمل لمجموعات وفعاليات فنية لتجسيدها في عمله الأوبراتي الفني التي مرت بها خلال العصور التاريخية العابرة ١٢٠٠ عام قبل الميلاد، وحلب ذات كيان عمراني بالحضارات الإنسانية وإزدهارها عبر التاريخ الإستعراضي شواهد منقوشة بالحجر الأشهب يتألق إبداعه في قلعة حلب والمقروء ، كان من أعلامها الفيلسوف أرسطو حيث عشقها ،وعبيدة ابن الجراح دخلها مع جيوجشه بسلام وأعطى الأمان لسكانها ودور عبادتهم ومنازلهم وحماية مصالحهم والسماح لجنود الروم مغادرتها بسلام و إفتتاح الجامع الأموي بزعايةسليمان بن عبد الملك عام ٧١٧ م، حيث تغنى الشعراء بأجمل القصائد الشعرية .
حلب ذات كيان عمراني عبر العصور بملتقى الأعراق والأجناس والثقافات عبر قوافل المستكشفين ،تجتذب فيها ثمرات العقول المتنبي ،الفارابي والأزربيجاني وإبن جابر الأندلسي متحدين في نقش حجارتها وصروحها وملامحها في العهد الأموي منها بناء الجوامع والكنائس والذي إنتشر في المشرق واوروبا فن العمارة والزخرفة الحجرية ، وهنا لا بد من التوقف عند اعلام الفكر والذوق والفن للذين كانت بصماتهم البيضاء تظهر الصورة الحقيقية من خلال البحث والتدقيق عند مراجع الباحثين والمؤرخين لوصفها في إطارها الذهبي منذ آلاف السنين والتعريف والإعتراف لشتى بلاد العالم على اننانحن العرب إسلام ومسيحيين تلازمنا في حياتنا وطبعنا التاريخ لحضارتنا الحقيقة بنشر العلوم والفنون وحروف الأبجدية بالتوثيق لتراثنا لتبقى حلب في ذاكرة التاريخ .
ذلك قبل موعد عودتي الى كندا بأيام ،وكان لا بد مني الحضور (ولو كان في الصين) .
وكانت رغبتي بالحضور بإتجاه محطة البولمان لحجر مقعد ليوم السفر من دمشق الى حلب بعد أن جهزت نفسي وما أحتاجه لقضاء اليومين والزيارة لقلعة حلب الشهيرة والجامع الأموي …
كانت الساعة العاشرة صباحا لتنطلق الحافلة تنهب الأرض نهباً متوجه الى حلب الشهباء تسابق عقارب الساعة قاصدة مدينة الثقافة الإسلامية والسلام والتعايش بين مختلف الأديان والشعوب التي تعاقبت عبر ألوف السنين والمشاركة الدولية لهذا الحدث التاريخي والذي تجسد بجهد وهمة أقلام الفكر والعلم والثقافة التاريخية ، كانت شمس المغيب عندما حطت الحافلة في نهاية الرحلة لأتوجه الى الفندق المجاور لقاعة الإحتفال اخذت قسطا من الراحة ، عند الساعة السابعة توجهت الى القاعة الكبيرة المجهزة بأجمل المظاهر التي تليق بالحضور وما تعنيه من قيمة المناسبة ، إبتدأ العرض بعد استكمال الحضور وزير الثقافة أناب عن الرئس إفتتح الحفل بكلمة ترحيب بالحضور واستكملت بالعروض الثقافية بعدها كانت كلمة الوزير واختتمت بكلمة من محافظ حلب شكر الجميع على نجاح الإحتفال ، إنصرف الجميع وفي نفوسهم السعادة ، في اليوم التالي قصدت القلعة التاريخية ثم توجهت لزيارة الجامع الأموي وجلت في كل ارجائه ولا يقل عظمة عن الجامع الأموي في دمشق جلت في اسواق المجاورة لأبحث عن كتاب تفسير القرآن الجلالين. ثم توجهت الى محطة الاكرنك لعودتي الى مدينة دمشق وفي قلبي كل السعادة والفرح .