بقلم: الاب / فريدريك اليسوعي
اليوم تحدثت إلى الله الابن طويلاً، سألته عن كل ما يدور في العالم وتحديداً عن هذا الفيروس القاتل (كورونا) المعروف باسم كوفيد-19، الذي حصد الكثير من الأرواح في كل بقاع الأرض في غضون أسابيع قليلة، وكنت في ذلك أقرب للعتاب عليه أكثر من الدعاء له لأنه سمح بذلك الوباء ولمن قاموا بتخليقه بأن ينجحوا في مساعيهم الشريرة للقضاء وحصد الكثير من الأرواح البريئة، وفجأة رأيت على وجهه تلك الابتسامة المطمئنة لكل منَّ يؤمن بوجوده ومضمونها بأن كل الأشياء تعمل للخير للذين يحبون الله.
هنا توقفت وتساءلت مجدداً، ولكن أين الخير من كل ما حدث وسيحدث يارب؟ نظر إليَّ قائلاً: أيها الابن العزيز فريدريك أنت تعلم أن الجميع زاغوا وفسدوا واعوزهم مجد الله!! وقد سمحت بهذا الفعل الشرير لكي أسترد الكثير من النفوس الطيبة التي أغواها الشرير وأسقطها في بحور الشهوات وملذات هذا العالم ليقودها إلى الجحيم الأبدي بعيداً عني وعن ملكوتي وعن كل ما قدمته على الصليب من أجلها ومن أجل خلاصها!
بذلت نفسي بديلاً عن كل من يؤمن بي وتحملت أوجاعي لكي أُبرر الجميع وأُحقق عدل الله في نفس الوقت الذي دفعت ثمنه بدمي وجسدي لكي لايكون مجرد غفراناً للخطايا وإنما تبريراً كاملاً بكل ما في الكلمة من معنى.
وأحب أن أقول لك صراحة بأنني لن أسمح لسلاطين الشر أن تأخذ مني أحد خرافي الذي أعطاهم لي الآب لأني أنا الراعي الصالح الذي يعرف خرافه وخرافه تعرف صوته..
نعم أيها الأبن العزيز فريدريك أنا هو الطريق والحق والحياة وأنا أُريد خلاص كل هذه النفوس التي ابتعدت عني لسبب أو لآخر وأنا أُريد واسعى لاستردادها من برائن إبليس وأعوانه وأعمل على ذلك وأحرص عليه ولا تنسى يا ابني الحبيب أنه بآلامي وموتي فديت العالم وبقيامتي المجيدة أكدت على خلاص الإنسان وأحقية عودته وتمتعه بملكوت السماوات … وكل ما أطلبه منك أن تصلي بإيمان وحرارة مع جميع الاباء لخلاص هذه النفوس وأن تعملوا معي جاهدين لعودة جميع خرافي الضالة إلى حظيرتي من جديد، كونوا القدوة وكونوا المثال كما كنت لكم أنا … تواضعوا وقوموا بما يجب أن تقوموا به … اسعوا بجد وبلا تهاون وراء خرافي الضالة لإعادتهم إلى حظيرتي من جديد قبل أن تفترسها الذئاب… وقل للجميع بأن يثقوا بي وبأني قد غلبت العالم لأني فوق العالم، وواهب الحياة وكل منّ آمن بي ولو مات فسيحيا!! وأولاً وأخيراً لأني أنا في الآب والآب في … وكل ما لي هو للآب وكل ما للآب هو لي.