بقلم: نعمة الله رياض
ضحك الجالسون في المقاعد التي يشغلها اعضاء ما يسمي بشلة الأنس محدثون ضجة عالية في انحاء صالة النادي الرياضي، إثر تنبيه بصوت عالي لأحد الأعضاء:- هدف جديد قادم علي الطريق ،غزالة تضع خطين احمرين علي شفتيها، لا أعرف إن كان هذا تحذيراً من الإقتراب والتصوير ، أو دعوة للتعارف والصداقة ، رد عليه عضو آخر :- كن شجاعاً إذاً وجرب حظك! تساءل عضو ثالث:- لقد كثر هذه الأيام استعمال كلمة خط أحمر، فما هي دلالاتها ؟ ساد الصمت والسكون انحاء الجلسة حتي تطوع عضو مخضرم وقال:- الخط ألأحمر له معني التحذير والتنبيه أو الإشارة إلي حدود لا يجب تجاوزها مثل تحذير من خطر ، فيتم تعليق لوحة تحذيرية في منطقة بها مدارس أطفال ، حتي لا تتجاوز سرعة السيارات حد معين أو تستخدم للتعبير عن قاعده او مبدأ اساسي لا يجب انتهاكه أو مواقف وسياسات لا يمكن التراجع عنها ، مثل وضع حد أدني للمرتبات.. تابع الرجل حديثه قائلا:- إلا إن الخطوط الحمراء لا يقتصر ظهورها في ناحية أو ناحيتين، بل نستطيع القول انها تظهر في جميع الأنشطة الحياتية، خذ مثلا العادات والتقاليد في المجتمعات المحافظة ، غالبا ما تعتبر بعض الأمور محظورة أو غير مقبولة اجتماعياً، وغالبا ما يطبقها بصرامة المتشددون دينياً، مثل إرتداء ملابس غير محتشمة للنساء أو الفتيات، أو سماع الموسيقي المحرمة، ويصل الأمر إلي تحريم المصافحة باليد بين الرجال والنساء !! ناهيك عن التحريم القاطع لممارسة الجنس أو العلاقات الحميمة خارج إطار الزواج.. رفع مستمع يده يطلب توضيح معني الموسيقي المحرمه؟ رد الرجل المخضرم:- هي الأغاني التي تحتوي علي كلمات بذيئة أو عنيفة أو تعبر عن أفكار متطرفة أو عنصرية أو تروج للكراهية والجريمة والعنف أو تعارض القيم الدينية والثقافية.. إنبري عضو واقفاً وتسائل :- إذا كان الأمر كذلك ، فما هي المواضيع التي تحاط بخطوط حمراء لكونها محفوفة بالمخاطر ؟ رد الرجل المخضرم بحذر:- المواضيع المحرم مناقشتها في وسائل الإعلام تشمل الحديث عن السياسة أو الإنتقادات الموجهه للحكومة أو النظام السياسي خاصة إذا كان هذا النظام غير ديموقراطي أو الذي يتشدق بالديموقاطية أوالمواضيع التي تنتقد الأديان وتقارن بينها أو الموضوعات الجنسية والعلاقات الحميمة التي هي أمر خاص جداً ومن غير اللائق مناقشته في وسائل الإعلام.. بعد أن أنهي الرجل المخضرم إبداء رأيه سادت الجلسة مناقشات جانبية بين موافق ومعارض حتي صاح أحد الأعضاء قائلا :- يحضرني أيها السيدات والسادة القصة الحقيقية والمؤثرة عن الجندي الذي كان يحارب في الخطوط الأمامية لأكثر من عامين بدون حصوله علي اجازة للراحة ، وعندما أعطاه قائده مكافأه عشرة ايام يزور فيها أسرته غادر مقر وحدته فرحا ولكن لحظه السيئ ارتطمت قدمه بلغم مضاد للأفراد كلفه بتر ساقه ، واتضح في التحقيقات التالية أنه كان مثبت لوحة تحذيرية بوجود حقل الغام ولكن جاءت الرياح وحركتها نحو الجانب الآخر .. لهذا ينبغي عليكم أيها السيدات والسادة تجنب الإقتراب من الخطوط الحمراء حتي يكون طريقنا دائما أخضر وآمن ..













