بقلم: سليم خليل
تتحدث الإحصائيات عن أرقام لعدد سكان الكرة الأرضية في العام 2050 وتؤكد دراسات الأمم المتحدة بأن المناطق التي ستعاني من الانفجار السكاني هي البلاد حيث المرأة لا تتمتع بحريتها ولا يحق لها تقرير مصيرها سواء في العائلة أو في المجتمع بشكل عام .
لتوصيات الأمم المتحدة أذنا صاغية في مناطق وفي مناطق أخرى كأفريقيا وآسيا لا من يسمع ولا من يعلم .
تبقى أوروبا المنطقة الوحيدة التي يتناقص عدد سكانها ولاعجب أن نشاهد الآن أبوابها مفتوحة لاستقبال اللاجئين من آسيا وأفريقيا بالرغم من أزمات البطالة في أوروبا .
ترد أخبار من اللاجئين الذين تم توطينهم في قرى أحيانا بعيدة عن المدن الكبيرة بأن العقارات شبه مهجورة والدولة تدير ممتلكات لا ورثة لها ومن المستحسن أن تكون مأهولة للحفاظ عليها؛ ولسد الحاجة السكانية في مناطق يمكن أن تصبح شبه مهجورة .
يؤكد التقرير بأن كندا ستستمر بانخفاض عدد سكانها لكنها ستعوض عن النقص بفتح أبواب الهجرة وسيزداد عدد السكان عام – 2050 – إلى 47 مليون.
يؤكد التقرير بأن الهند ستكون الأكثر سكانا 1660 مليون تتبعها الصين 1366 مليون وتليها الولايات المتحدة 398 مليون التي تستقبل أعدادا كبيرة من أميركا الجنوبية خاصة ومن باقي دول العالم كلاجئين سياسيين أو مستثمرين أو في برنامج جمع شمل العائلات .
تأتي بعدها نيجيريا 397 مليون واندونيسيا 366 ثم باكستان 344 والبرازيل 225 وبنجلاديش 202 مليون .
إذا أعطيت المرأة الخيار والحرية بتقرير عدد أبنائها سيكون القرار بالتأكيد العدد المعقول – أربعة أولاد حد أقصى- وتبقى حصرا سلامة البيئة على الكرة الأرضية مرتبطة بالحد من تزايد السكان وبالأساس بحرية المرأة في تقرير حجم عائلتها .
تؤكد الإحصائيات ودراسات أسباب الإنحباس الحراري والتغييرات في المناخ بأنها نتيجة الانفجار السكاني وحاجة الأعداد الهائلة من البشر للمياه والطاقة والانتقال وتليها الصناعات المنتجة لحاجات البشر ونفايات تلك الصناعات الغير معالجة والمهملة في الكثير من الدول الصناعية بالإضافة إلى القمامة في كافة مدن العالم التي تتزايد بقدر ارتفاع مستوى المعيشة في العالم أجمع .
هناك أمثلة عن دور حرية المرأة في تقرير مصير وعدد عائلتها وتأثيرها في المجتمع وتحسين مستوى المعيشة.
في بلاد الهند التي تسجل أكبر تزايد في عدد السكان في العالم ومعه أكبر انخفاض في مستوى المعيشة ؛ ولاية في الجنوب تدعى – كيرالا- فيها أعلى مستوى ثقافي ؛ أصغر نسبة وفيات أطفال ؛ أكبر عدد اسرَة في المستشفيات بالنسبة لعدد سكانها ؛ وفيها أعلى فرص عمل لليد العاملة في الهند وطبعا – الأقل تكاثرا في عدد السكان –
لا عجب أن يكون وضع ولاية كيرالا الاجتماعي الجيد نتيجة التشريع فيها الذي يعطى المرأة السلطة وهي التي ترث الأرض وعلى الرجل أن يدفع مهرا للعروس قبل الزواج .
في بنجلاديش التي تعتبر من البلاد الفقيرة في العالم نفذت السلطات توصيات الاقتصادي الشهير – محمد يونس – الذي حصل على جائزة نوبل في الاقتصاد.
كانت توصيات يونس بتسليف قيمة آلة خياطة لكل امرأة تريد العمل في منزلها لتكون المسئولة عن الإنتاج وتوفير المال لحاجات العائلة ولتسديد قيمة الآلة أو الآلات للمصارف ؛ وهذا ما رفع من شأن المرأة ووضعها العائلي والاجتماعي لتصبح بنجلاديش حاليا أكبر منتج للألبسة في العالم ويتحسن معها الوضع الاجتماعي والثقافي بتسارع وبنسبة أعلى من الكثير من بلدان العالم الثالث، وهذا طبعا نتيجة تحسين وضع المرأة في العائلة وتسلمها مسؤولية هامة في إدارة العائلة .
يذكر التقرير بأن عدد السكان على الكرة الأرضية سيكون عشرة بليون عام 2050 بالرغم من برامج التوعية في الكثير من البلدان وأن النجاح مرتبط بإعطاء المرأة حرية الخيار .