يقلم: ماريان فهيم
جزء كبير من الدراما العربية تلعب على وتر الحنين الى الماضي وليس الدراما فحسب، فالقنوات التليفزيونية تسعي جاهدة الى اعادة بث البرامج والاغاني القديمة لانهم يدركون انها تحظي بنسبة مشاهدة عالية وشركات الاعلان نجحت في اجتذاب قاعدة عريضة من الجماهير باقتباس الحان و وكلمات الاعلانات القديمة ، وتجلي ذلك في اعلان بيبسي الذي عرض في شهر رمضان من العام الماضي “يا لانجمع لمتنا” ،ومن منا لا ينظر الى صوره القديمة ولا يقول “ ليت الزمان يعود يوما” ومن منا لا يثني على الماضي ويلعن الحاضر فيما يبدو انها سمة حياة
وبمناسبة شهر رمضان الكريم ، اود ان اسال المهاجرين المصريين جيل الثمانينات والتسعينات ،هل تتذكرون رمضان بتاع زمان ، ألف ليلة وليلة ورافت الهجان ، وفوزايرنيلي وشيرهان ، وفطوطة ،وعمو فؤاد ،
وبوجى وطمطم والكاميرا الخفية ،وادينى عقلك وحوار صريح جدا ،حين كانت أغاني الفرحة بقدومه تسبقه بشهر” وحوي يا وحوي” و”رمضان جانا”،” رمضان قال إحمدوه”،” الراجل دا هيجنني”، الفوانيس التي تملئ الشرفات والزينة التي كانت تغطي الشوارع ، والمسحراتي “ابو طبلة “ الذي كان يجول في الشوارع والجميع يستيقظ على نغمات دقاته وكلماته “ اصحي يا نايم وحد الدايم” والله بعودة يا رمضان “ بتاع زمان” ، الم يجذبكم الحنين اليها وسط خضم الحياة التي نعيشها.
آلا ترددون داخلكم “ فين رمضان بتاع زمان؟”للاسف من يعيشون داخل مصر يشعرون بالاختلاف بين رمضان زمان ورمضان الان فما بالكم انتم يامهاجرون ، وللاسف ايضاً الفرق شاسع بعدما بات الجميع يبالغ في التسوق وفي المقابل الباعة يتبارون في رفع الاسعار ،وبين هذا وذاك اختفت مظاهر البساطة والرضا ، بل وفقدت الحياة الاجتماعية رونقها مع انتشار الفضائيات حتي برامج الضحك التي كانت ترسم البسمات الحقيقية باتت مصطنعة ومدفوعه الأجر.
أظن انه لا يوجد انسان على وجه الارض أينما يعيش لا يتسائل “هو احنا ليه مش عارفين نعيش ؟” ولا يتمني ان يعود به الزمان الى الوراء ، سيدي القارئ انت من تصنع الماضي والمستقبل ،الماضي جميل بالنسبة لك لانك تعرفه ومررت بلحظات سعادته وحزنه التي لا تتذكر منها اليوم الا القليل،وانا اعتبر الحزن والفرح والراحة لحظات لا يمكن احيائها فهي لحظات وقتية ، ام المستقبل فهو المجهول والبحر الذي تدفعك اليه الاقدار ولا تعرف له مرسي لذلك خلق الله لنا الايمان والرجاء مجدافي النجاة في هذا البحر،اما نحن فيجب علينا ان نثق في من منحنا نسمة حياة ووضعنا في هذا البحر بأنه لن يتركنا نغرق .






























