بقلم: كلودين كرمة
فالنبدأ بدأ حسنا حكومة جديدة، نظريات جديدة، وعود جديدة ،وليس بجديد.. ففي لحظة استرخاء امسكت بورقة وقلم وجلست اكتبت ،ما اتمني من الحكومة الجديدة البت فيه؟ ،ولم يكن في اولويات بنات افكاري ازمة سد النهضة ولا محاربة الارهاب ولا قطاع السياحة الذي تم تدميره ولا التدني التعليمي ، فقد كتبت في اول سطر لي : نظرة من فضلكم على غذاء المصريين، ولا اقصد بذلك غلاء الاسعار، حيث انه واقع لامفر منه ، ولكن ارتفاع في الاسعار مع رداءة منتج فهذا ما لا يحتمل ، فالام باعتبارها المسئول الاول في المنزل المصري ، تتالم في كل وجبة تقدمها لابنائها لانها تعلم انها تعطيهم السموم على “ طبق بنور”
يوميا في مصر اكتشاف جديد، بالتاكيد ليس اكتشاف علمي او طبي او هندسي انما يتم الكشف عن سم جديد موجود في نوع معين من الغذاء : عصير به عيب في التصنيع، زبادي يحتوي على نمل، بسكوت به قطع حديدية،جوافة بها ديدان غير مرئية، أضيف الى ذلك الخضروات والفاكهة الملوثة بالمبيدات المسرطنة ،هذا بخلاف منتجات الالبان المغشوشة والمليئة بالفورمالين والحلاوة الطحينية المصنعة بمادة ثاني أكسيد التيتانيوم ، والدجاج الملئ بالهرمونات، واللانشون والطعمية الذين يرفعان فرص أورام القولون،مع الاشارة ان 75 ٪ من ملح الطعام في مصر ملوث بالصرف الصحى وللاسف هذا جزء من كل.
وقمة التعجب ان نقرأ في الصحف على لسان رئيس جهاز سلامة الغذاء ان نصيب الفرد ثلث لتر مبيدات سنوياً،وأن 80% من الأغذية المعروضة فى الأسواق تُنتج من خلال “مصانع بير السلم “ ، وان شحنات الأغذية التى يتم رفض تصديرها لا تعدم إنما يتم طرحها فى السوق المحلية، فان كان هذا المسئول يعلم ذلك فلماذا يحتفظ بمنصبه وما هي وظيفته التي يتقاضي عليها اجر ؟
وبدلا من مواجهة الفساد والتلوث استسلم المصريين للامرالواقع وبات لسان حالهم يقول “ هو إيه اللي مش ملوث في مصر، احنا معدتنا تهضم الزلط”.
وفي المقابل الضمير اختفى رغم جميع مظاهر التدين التي تغلف المجتمع ، وحالات الغش فى المواد الغذائية تزداد يوما بعد يوم ومقولة غذاء المصريين أمن قومي وخط أحمر” ليست الا كذبة ابريل المتجددة ليس كل عام بل كل يوم ، لان الحقيقة التي لا مفر منها ان المصري يأكل السرطان والفشل الكلوي والكبدي والفيروسات القاتلة والأمراض
قد تكون الازمة ازمة تشريعات او ازمة ضمير او حتي ازمة تطبيق للقانون ورجائي من الحكومة كحل مبدئي ان تنسق بين وزارتها ليتم الاشراف بجدية على ما ياكله المصريين فهناك اكثر من 17 جهة رقابية في الوزارات المختلفة من المفترض انها تشرف على الغذاء ، او حتي معرفة من المسئول عن هذه المهازل لنواجهها .