بقلم : سليم خليل
لاجئتان من سورية – يسرى مارديني وشقيقتها سارة – ؛ غادرتا دمشق العاصمة السورية المنكوبة بالحرب الأهلية في صيف 2015 إلى بيروت ومنها إلى مدينة إسطنبول ثم إزمير في تركيا حيث إنضمتا إلى مجموعة من عشرين لاجئا في مركب بحري صغير سعته النظامية ٦ ركاب ؛ في طريقه من الشواطىء التركية إلى جزيرة – ليسبوس- اليونانية الأوروبية. بعد ثلاثين دقيقة من إنطلاق المركب طرأ عطل على المحرك وأصبح المركب معرضا لينقلب رأسا على عقب وغرق الركاب نتيجة الأمواج العاتية في البحر المتوسط !!!
يسرى وشقيقتها سارة وفتاة أخرى اسمها سلوى عبدو يتقنً السباحة ولا أحد في المركب من باقي الركاب يعرف شيئا عن السباحة ! إرتمت الفتيات الثلاث في البحر وأخذن بدفع المركب لغاية وصول المركب إلى ارض إحدى الجزر اليونانية . من الجزيرة اليونانية ومع الآلاف من اللاجئين الذين ساروا في مواكب الأمل مشيا على الأقدام في الأراضي الأوروبية طلبا لمستقبل آمن ومستقر ؛ كان نصيب يسرى وسارة أن يوافق على لجوئهنَ في ألمانيا.
في أول مقابلة إعلامية مع مراسلين صحفيين قالت يسرى مارديني: عندما توقف محرك المركب فكرت أنه من العيب أن أموت غرقا وأنا أتقن السباحة فقررت مع شقيقتي القيام بعملية إنقاذ الركاب وانضمت فتاة أخرى إلينا تتقن السباحة ونجحنا في دفع المركب وإنقاذ باقي الركاب الذين كانوا عرضة للغرق والموت مثل الألاف الذين ابتلعهم البحر المتوسط متجهين إلى اليونان أو إلى إيطاليا من سوريا وليبيا أو من تونس!!
من حظ يسرى وسارة أنه تقرر هذا العام ؛ وهي المرة الأولى في تاريخ الأولومبياد العالمي ؛ إشراك الرياضيين المؤهلين من اللاجئين القادمين من مختلف الجنسيات في المسابقات الرياضية في البرازيل وفي مدينة – رييو دي جانيرو – . يتجمع الرياضيون في معسكرات للتدريب ولانتخاب المؤهلين للدخول في المباريات الدولية ؛ تم إنتخاب ٤٣ رياضيا من مختلف أنواع الرياضات وكانت يسرى مارديني ضمنهم لتنافس في مجال السباحة وتمثل مجموعة اللاجئين الذين أصبحوا بدون وطن .
في التصفيات الأولى طبعا سينخفض العدد ليصبح في النهائي بين 5 و 10 رياضيين ؛ وسيباري فريق اللاجئين تحت لواء وعلم ونشيد الأولومبياد وسيكون في عرض الإفتتاح الفريق الأول في الطليعة وقبل الفريق البرازيلي المضيف !
وصلت يسرى وسارة مارديني إلى برلين – ألمانيا في شهر أيلول- سبتمبر الماضي حيث قابلت مترجما من أصل مصري الذي علم بقصتهن وفورا سعى لنقلهن إلى نادي Wasserfrende الشهير في السباحة في مدينة برلين .
خلال التدريب والتمارين قرر المدرب أن يسرى يمكن أن تدخل مباريات على المستوى العالمي وأخذ المسؤولون يتحدثون عن إمكانية إشراك يسرى في أولومبياد طوكيو اليابان عام 2020 لكن الأمور تطورت بسرعة أكثر مما فكر المدرب .
لدى مراقبة يسرى خلال التدريب وطريقة تصرفها في حياتها اليومية قال المدرب : لدى هذه الفتاة نظام وتصميم وهدف في حياتها ويمكن أن تكون مثالا للآخرين وهي تشبه الألمان تماما ؛ فارتعشت يسرى وحركت رأسها يمينا ويسارا قائلة : نحن في سوريا جميعا متماثلين في الرؤيا والهدف والتصميم !
تتدرب الآن يسرى مع نخبة من الرياضيين في مركز بجانب مدرستها وهكذا تتمكن من متابعة الدراسة والتدريب ؛ تستيقظ الساعة السابعة ؛ تتدرب ٢ – ٣ ساعات ؛ ثم تذهب للدراسة وبعد وجبة الغذاء ظهرا تعود إلى التدريب في المسبح.
قبل مغادرتها دمشق سوريا كانت يسرى في فريق السباحة الأولمبي الوطني ؛ وهناك سؤال يطرح أنه بإمكان سوريا طلب يسرى لتنضم للفريق السوري الأولمبي وأقناعها لتباري تحت العلم السوري وهذه ستكون دعاية هامة لنظام الرئيس بشار الأسد.