بقلم: فريد زمكحل
مازلت غير مقتنعاً بأن ما يقوم به رجال القوات المسلحة المصرية البواسل في سيناء مجرد ردة فعل طبيعية للقضاء على الإرهاب كما يحلو للبعض أن يروج له بقدر ما هي عملية إستباقية الهدف منها إجهاض مخطط إقليمي – دولي يستهدف السيطرة على كامل سيناء من خلال نقل آلاف المقاتلين الذين ينتمون للعديد من الجنسيات الأجنبية وكانوا يحاربون تحت لواء الدولة الإسلامية «داعش» في العراق وسورية وأفغانستان وغيرهم عبر طرق آمنة من هذه الدول بمعرفة بعض الدول الكبرى لتوطينهم في شبه جزيرة سيناء لزعزعة الأستقرار، وبالتبعية لفصل شبه جزيرة سيناء عن مصر بشكل كامل، يساعد إسرائيل فيما بعد على تنفيذ مخططها الشيطاني في إحتلالها والسيطرة عليها من جديد بعد هزيمة هؤلاء المقاتلين في معارك شكلية مرسومة ومتفق عليها مسبقاً، إلا أنه وكما يقال «رب ضارة نافعة» خاصة لو نظرنا لما يحدث على أرض الواقع في الوقت الراهن بشئ من التأمل لحساب المكاسب والخسائر من وراء كل هذه العمليات العسكرية الدائرة براً وجواً وبحراً ، على أن نبدأ في إستعراض المكاسب أولاً التي تتلخص في التالي :
1- سيطرة القوات المسلحة المصرية وتواجدها على كامل شبه جزيرة سيناء بما فيها المناطق المنزوعة السلاح بينها وبين إسرائيل والمنصوص عليها في إتفاقية كامب دافيد الدولية .
2- تطهير وإغلاق كافة منافذ التسلل أمام هذه العناصر الإرهابية للعمق الأستراتيجي المصري وما كان يمكن أن تسفر عنه من إضطرابات إجتماعية وإقتصادية وسياسية وأمنية تُهدد الأستقرار العام للدولة .
3- تواجد القوات المسلحة المصرية بهذا الكم وهذا الشكل القوي والمتنوع يُعد بمثابة تحذير شديد القوة بقدرات مصر العسكرية وقدراتها التكتيكية على مواجهة أي أعمال عدائية ضد أراضيها . 4- كما أن تواجد كل هذه القوات أجهض كل الشائعات التي يروج لها أعداء الوطن داخلياً وخارجياً عن وجود أتفاق سري للتنازل عن سيناء من قبل القيادة السياسية المصرية .
5- تلازم هذه العملية العسكرية مع عمليات التنمية المجتمعية التي بدأت بها الدولة في شبه جزيرة سيناء وهو الأمر الذي سيساعد مستقبلاً على وجود مناطق جذب سكاني من مختلف المحافظات لهذه المنطقة ما يجعلها من المناطق المأهولة بالسكان في المستقبل القريب والبعيد من خلال إقامة المدن العمرانية وأيضاً الصناعية وبالتبعية الزراعية ما يشكل وعاء إستثماري واعد على المستوي الإقتصادي .
6- كما أن هذا التواجد العسكري يؤكد على السيادة المصرية على كامل شبه جزيرة سيناء شكلياً وعملياً وبما لا يسمح لأحد في التفكير في المستقبل القريب أو البعيد في فصلها عن الوطن الأم .
7- كما أن قيام كل هذه العمليات اليومية يُعد بمثابة تدريب مستمر لرجال القوات المسلحة المصرية لتطوير قدارتها القتالية مع الحرص على تحديث وتنويع مصادر الأسلحة وفقاً لأحتياجاتها بصورة مستمرة ستقفز بترتيبنا من الجيش العاشر من حيث القوة في العالم إلى مراتب أكثر تقدماً بين الجيوش الأكثر قوة وخبرة قتالية في العالم ..
أما إذا تكلمنا عن حساب الخسائر فسوف نكتشف التالي :
1- لاتوجد خسائر فعلية على الجانب المصري بقدر ما تسببه هذه العمليات النوعية وسوف تسببه من خسائر لكل من يمد هؤلاء المقاتلين المرتزقة بالمال والسلاح والطعام وخلافه .
2- إجهاض كل المحاولات الأقليمية والدولية التي تستهدف النيل من مصر ومن أمنها القومي لتقسيمها وتدميرها كما يحدث في بعض دول الجوار.
3- فضح المؤامرة بكل أبعادها الدولية والإقليمية من خلال ضبط وقبض القوات المسلحة المصرية على هذه العناصر الإجرامية التي تنتمي لجنسيات أجنبية وإجهزة مخابرات دولية منها القبض مؤخراً على ثلاثة ضباط من جهاز المخابرات التركية وغيرهم .
4- كشف بعض المقبوض عليهم عن هوية من يقوم بعمليات الأمداد المالي واللوجستي لهؤلاء المقاتلين ومن بينهم «قطر و تركيا» ودول آخرى سوف يكشف النقاب عن دورها الداعم للإرهاب في مصر والعالم قريباً .
5- تأكيد هذه العمليات على نهاية وجود كافة التنظيمات الإرهابية الراديكالية على الأراضي المصرية ومنهم جماعة الإخوان الإرهابية ولفظ الوطن لكافة هذه الأفكار الظلامية الدموية الداعية للتخلف والجاهلية .
واخيراً وبحسبة بسيطة سوف نكتشف في كشف حساب المكاسب والخسائر بأن هذه المعركة التي تدور في شبه جزيرة سيناء تحمل الكثير من المكاسب لمصر على كافة المستويات بما فيها المكاسب التي تتحقق فعلياً من الخسائر التي تتحقق بشكل يومي لكل من يستهدف النيل من أمن وأستقرار هذا البلد وهذا الشعب العظيم ..
تحية إجلال وتقدير للقائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس عبد الفتاح السيسي ولجنودنا الأبطال البواسل في القوات المسلحة والشرطة المصرية وتحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر ..