بقلم : يوسف زمكحل
قرأت العديد من طرائف الأدباء ورأيت أنه من الممتع أن أشارك قرائي بهذه الطرائف التي أأمل أن يسعدون بها كما سعدت أنا وأولها يرجع للزعيم الايطالي موسوليني حيث كان مغرماً بالتفاخر بأساطيله الجوية والبحرية وبجيوشه الكبيرة فزاره في أحد الأيام الكاتب الكبير البرتو مورافيا تلبية لدعوته لتناول القهوة معه فقضي عنده ساعتين وهو يحدثه عن عظمة إمكانياته الحربية ، ثم أشار إلي لوحة فوق مكتبه عليها مجموعة أزرار وقال له بلهجته الخطابية المعهودة : إن ضغطت على هذا الزر تحرك أسطول بحر الأدرياتيك ، وإن ضغطت على هذا الزر حلّقت الطائرات فوق المغرب وإن ضغطت على هذا الزر تحركت الجيوش في الحبشة وإن ضغطت على هذا الزر .. وهنا قاطعه مورافيا ، وكان قد أنتظر طويلاً وصول فنجان القهوة وقال : ولكن أي زر تضغط عليه يا سيادة الرئيس لتطلب فنجان من القهوة ؟!
كان الكاتب الألماني الكبير يوهان جوته صديقاً لعبقري الموسيقى بتهوفن وكان كل منهما معروف بكبريائه ، وفي ذات يوم وهما يركبان عربة خيل ويسيران في شارع بمدينة فيينا تجمهر الناس حولهما وصفقوا بحماسة فقال جوته لبتهوفن : أن الشهرة مزعجة تسلب الإنسان حريته فلا يستطيع أن يتنزه على هواه وتجد العيون كلها مصوبة عليه في كل مكان . فأجابه بتهوفن : الحق معك وقد يبلغ الفضول بهؤلاء حداً يجعلهم يسعون لمعرفة من يكون برفقة الرجل العظيم ، مثلاً كل الناس المتجمهرون يتساءلون من هو الرجل الذي يصاحب بتهوفن الشهير ؟!
سخر الكاتب الفرنسي بول بورجييه من الأمريكيين بقوله : أن الأمريكي حين يجد متسعاً من الوقت فأنه يبحث عن أصوله وأصل أجداده ولما قرأ الكاتب الأمريكي مارك توين ما قال بورجييه أجاب : هذا صحيح لكن الفرنسي يقضي كل وقته للبحث عن أبوه !
كان الأديب برنارد شو منهمكاً بالكتابة فقالت له سكرتيرته وكانت جميلة إن إحدى قريباتك قد جاءت لتراك لحظة واحدة لأنها مسافرة وتريد أن تقبلك قبلة الوداع فأجابها شو : ألا تعرفين أنني مشغول جداً في هذا الوقت ولا أحب أن أقابل أحداً ، ثم أضاف : خذي منها أنتي هذه القبلة ثم أستردها أنا منك حين أفرغ من عملي !
دُعِي الشاعر إبراهيم ناجي إلي حفل عقد قران أحد أصدقائه وبينما كان المدعوون جالسين مع المأذون بأنتظار العريس دخل أحدهم وقال العريس واقف في الخارج سكران فرد ناجي على الفور : ألحقوا هاتوه قبل أن يفوق ؟
ذهب كاتب شاب مغمور إلي الروائي الفرنسي المشهور إسكندر ديماس وعرض عليه أن يتعاونا معاً في كتابة إحدى القصص التاريخية وفي الحال أجابه ديماس في سخرية وكبرياء كيف يمكن أن يتعاون حصان وحمار في جر عربة واحدة ؟! على الفور رد عليه الكاتب الشاب : هذه أهانة يا سيدي كيف تسمح لنفسك أن تصفني بأنني حصان ؟!
كان يطيب للشاعر حافظ إبراهيم شاعر النيل أن يداعب أحمد شوقي أمير الشعراء وكان أحمد شوقي جارحاً في رده على الدعابة ففي إحدى ليالي السمر أنشد حافظ إبراهيم هذا البيت ليستحث شوقي على الخروج عن رزانته المعهودة فقال :
يقولون أن الشوق نار ولوعة
فما بال شوقي أصبح اليوم بارداً
فرد عليه أحمد شوقي بأبيات عنيفة قال فيها :
أودعت إنساناً وكلباً وديعة
فضيّعها الإنسان والكلبُ حافظُ