بقلم: سناء سراج
لماذا نلوم علي كمسري القطار وأعوانه بغض النظر عن غلظته وقسوة تعامله فهو للأسف ينفذ القانون وفي أغلب الأحيان القانون أعمى لا يرى ولا يشعر .
ولكن هذه الصورة اكثر المآ وانكساراً من صورة المجند المهزوم في بلده وبين ناسه هؤلاء ايضا ينفذون القانون .
ولكن تُري على من ينفذون القانون؟ على تلك المرأة المحنية جرياً وراء لقمة العيش بالحلال دون الضعف لتمشي في طريق الخطأ أو الخطيئة او الغش او السرقة؟
اصرت ان ينحني ظهرها وتأكلها بالحلال أترون كيف تستجدي منفذي القانون وتتشبث سباطة الموز التي ربما اقترضت ثمنها او مدينه به او هو كل ما تملكه من حطام الدنيا والأكثر مرار انها تتمنى ان تأكل منه إصبعا ولا تستطيع حتى لا ينقص وزنه وتستطيع بعد بيعه ان تسدد ثمنه وتأتي بالمكسب الضئيل ببعض ارغفة من الخبز وقرطاس من الطعمية او خرطة جبنة تسد بها جوع أولادها.
لو كان لها عائل او رجل تتكئ عليه او ولد شاب او لديها ما يكفي بيتها ما اختارت ان تجلس علي قارعة الطريق في عز البرد القارس او في عز الحر الحارق وتتحمل سخافات بعض البشر الذين يمرون عليها ويفاصلونها في السعر ويقولون لها انتي جالسه في الشارع أمَّال لو عندك محل وعِمالة وايجار وضرائب ها تبيعي بكام؟؟؟
وتصبر وتتحمل دون ضجر او نظره عبث بل وتكاد تستجدي الزبون الجاحد الطماع ان يشتري حتي تعود لبيتها،، ما اكثر قسوتنا وما أكثر جحودنا على هؤلاء المهمشين المساكين الذي أوصانا الله بهم ورسوله الكريم.
ياسيدي طبق القانون ولكن على الجميع امنع الرشوة والمحسوبية وكل التجاوزات التي تمتلئ بها شوارعنا واحياءنا ونصرخ كل يوم من العشوائية والتزاحم وسرقة الطريق و استيطانه من المحلات والمخابز والبروز وتجار الفاكهة ثم طبق القانون الأعمى على المقتدر والغني ثم انحدر لهؤلاء الذين لولا الاغنياء الذين سلبوا واستولوا علي حقوقهم ما وصلوا لهذا الحال المتدني وهذا الفقر المضجع.
سيسأل كل راع عن رعيته ويحاسب كل ظالم عن ظلمه وما اقترفه في حق هؤلاء اتقوا دعوة المظلوم المقهور المكسور قليل الحيلة حيث يقول الله وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ، دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.