بقلم: سليم خليل
ترجمة عن صحيفة Le Droit – مونتريال
حدث في يوم ١٥ أكتوبر الماضي انتخابات عامة في منافسة شديدة ونجح الحزب الحاكم برئاسة – مودورا – خليفة الرئيس الراحل هوجو شافيز الذي تسلم رئاسة البلاد عام ١٩٩٨. منذ ذلك العام تعرضت البلاد لحملة دعايات سلبية شاركت فيها أكثر وكالات الأنباء العالمية المرتبطة بأثرياء من فنزويلا وخارجها، ووَصف النظام الجديد بالفشل والعجز عن تأمين الحاجات الغذائية للشعب. هناك مثل عامي يقول: إذا ردًدت الكذبة عشرة مرات تصبح الكذبة حقيقة !!
في فترة الحرب الإعلامية المضللة أعلن مكتب الأمم المتحدة للتنمية الاقتصادية بأن فنزويلا حققت أهداف تنفيذ برامجها للتنمية لعام 2000 بمدة تسع سنوات – أي بثلاث سنوات أقل من المدة المحددة.
حسب تقارير اللجان الاقتصادية لأميركا الجنوبية اللاتينية تمكنت فنزويلا خلال الأعوام 1999 – 2015 من تخفيض نسبة الفقر في البلاد من ٦٨٪ إلى ١٧٪ . كما أعلنت منظمة الصحة العالمية عام 2017 بأن فنزويلا شملت بالضمان الصحي الحكومي المجاني كافة الشعب؛ ويؤكد التقرير أن نسبة وفيات الأطفال انخفضت من عشرين طفلا إلى ١٢ من كل ألف طفل ؛ كما قامت الحكومة ببناء مليون ونصف منزل بأسعار مخفضة لذوي الدخل المحدود.
واجهت فنزويلا مثل – ألبيرتا كندا – صعوبات اقتصادية ومالية لاعتماد اقتصادها على النفط بالإضافة إلى تهريب رؤوس اموال الأثرياء لإضعاف قيمة النقد. حسب مجلة الإيكونوميست انتقلت ٦٥ ٪ من رؤوس أموال الأثرياء إلى الخارج ولهذه النسبة تأثير كبير على سعر النقد المحلي .
كان للعقوبات الاقتصادية الأميركية / الكندية على فنزويلا الأثر الكبير بعجز البلاد في اقتراض الأموال وبتبادل العملات وباجتذاب المستثمرين؛ وهذا ما يزيد بشكل كبير من التضخم .
في أحوال كهذه يصعب على الفقراء والطبقة الوسطى شراء البضائع المستوردة .
عام ١٩٩٨ شعرت الطبقة الثرية بخسارة النفوذ فحاولت بأي شكل استعادة السلطة بانقلاب عسكري عام 2002 دام أسبوعا فقط لآن الشعب أحتل الشوارع وأعيد شافيز إلى السلطة .
لم تتمتع البلاد بالاستقرار في الأحد عشر عاما التالية ؛ فأثيرت الاضطرابات وإضرابات في حقول النفط ؛ وصرفت منظمات في الولايات المتحدة الملايين من الدولارات لإعادة سيطرة شركة Exon على إنتاج وتسويق النفط الفنزويلي .
أقيمت حرائق في الأبنية العامة بما فيها مستشفيات عامة ومراكز حضانة أطفال وأغلقت طرقات وأعلن عن ١٢٦ وفاة في هذه الحوادث – نسب منها ١٤ وفاة على يد رجال الأمن -أما عدد الضحايا على يد مجموعات تابعة للأثرياء كان ٣١ منهم فتيان زنوج أحرقوا أحياء بالبنزين .
يوم 30 تموز / يوليو قال الشعب – كفى – وانتخب أعضاء المجلس النيابي وكانت النتائج محطمة لآمال المخربين؛ منذ ذلك التاريخ استعادت البلاد الاستقرار.
بالرغم من محاولات التخريب العديدة على استقرار البلاد عاد الشعب لأعماله اليومية ولإعادة إصلاح وبناء ما دمرته الحوادث الدامية .
لا شك أن تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامت – بغزو البلاد قد أخاف الشعب لكن هذا الشعب مصمم على الدفاع عن مكتسباته ومشاريع تنمية بلاده .