بقلم الأديب: حسّان عبد الله
التغيير ضرورةٌ اجتماعيّةٌ يتغيّرُ فيها المرء في سلوكِهِ وعاداتِه بينَ أبناءِ قومِه لكي يرتدي حُلَّةً جديدةً. صحيحٌ المثل الذي يقول : مَنْ شبَّ على شيء شاب َعليه ، لكن أنْ نشُبَّ على أشياء قد تؤذينا وتؤذي غيرنا في المجتمع ونستمرُّ في اعتناق هذه السلوكيات دون إصلاحها بالتغيير والاندماج مع الآخرين لأنَّ الآية الكريمة تقول : لا يغيّرُ اللهُ بقومٍ حتّى يغيّروا ما بأنفُسِهم ، وعليه يجب على الإنسان أن يغيّرَ في سلوكه إذا أحسَّ بانزعاج الآخرين منه وأقصدُ الأهلَ والأقاربَ والأصدقاءَ ورفاقَ الدّربِ وكل مَنْ له صِلَةٌ معهُ لأنَّ الأفكار والآراء والمواقف تختلف من واحدٍ لآخر .
قد يكونُ ما تجدُهُ أنت صحيحًا ولكنّه خطأٌ عند الآخر ، واستنادًا لذلك يكون التغيير هنا في تقبّل رأي الآخر كما يتقبّل الآخرُ رأيك دون انزعاجٍ وتململٍ .
الحِواراتُ والنقاشاتُ والجدل الفكري والثقافي يجب أنْ يُبْنى على مبادئ سامية ونتائج علميّة مقنعة مرتكزة على البراهين والأدلّة وحُجَّة الإقناع . كذلك التغيّر يجب أن يحصل في الحياة السياسية كما يحصل في الحياة الثقافيّة والاجتماعيّة لماذا ؟ لأنّ السياسي قد يرتكب هفواتٍ وأخطاءَ كثيرة تتطلّب منه أنْ يتنحّى عن الكرسيّ ليفسح المجال َ لغيرِه ، لا أنْ يتسمّر مكانه كالصخرةِ الصمّاء .
في وطننا الحبيب نحن بحاجةٍ إلى التغيير واختيار ممثلين جُدُدٌ يشاركون في بناء وطنٍ سليم قائم على العدالة والمساواة يشارك في اختيار ممثليه كل أبنائه المقيمين والمغتربين وبطرح أسماء من كلا الطرفين ،نوّابٌ ووزراء ينهضون به من عالَمِ الفسادِ والسرقة واختلاس أموال الناس ويعيدونه إلى سكّةِ الازدهارِ والرقيّ والتقدّم ليجاري التقدّم في جميع أنحاء العَالم .
وأخيرًا تسألني متى هذا التغيير ؟ فأجيبك عندما تتعاضد الأيدي وتتماسك الأكف لاختيار الأفضل والقضاء على المفسدين