احمد مصعب شيخة
إن المتتبع لتاريخ الأزمة السورية على مدار الخمس سنوات الماضية يدرك تماما حقيقة التفجيرات الإرهابية المفتعلة خارج الجغرافيا السورية في الآونة الأخيرة فمع التحضير لأي مباحثات تسوية للأزمة السورية وقبيل أي مؤتمر دولي يقوم أتباع بني الإرهاب بافتعال تفجيرات إرهابية تدمي القلوب وبدم بارد وميزة التفجيرات الأخيرة انتقال مسرحها إلى خارج الأراضي السورية وما ذاك إلا مؤشر انتصار للدولة السورية وجيشها و نقطة فشل سوداء تضاف لصحيفة المجرمين الإرهابيين الذين أدركوا قوة الجيش العربي السوري وتحالفاته وضعف أدواتهم أمامه على الصعيد العسكري ومهارة وحنكة القوة السياسية السورية المتطلعة للسلام والداعمة له وما تفجير استانبول والمتزامن مع انجازات الجيش السوري ببتر أطراف الإرهاب على الأرض السورية ما هو الا لحشد موقف دولي مساند لرعاة الإرهاب وإظهارهم بموقف الضحية والسؤال الأهم لماذا تم اختيار الضحايا من الأوربيين عامة والألمان بشكل خاص هل هو محض الصدفة ام هو عمل مدروس أرادت منه تركيا استعطاف الجانب الغربي لمؤازرتها بعد فشلها بأكثر من مناسبة وخصوصا أن الألمان من أشد المعارضين لدخول تركيا في الاتحاد الأوربي ،وبعد خسارتها للقيصر الروسي الداعم الاقتصادي لها أم أن هناك لاعب دولي أراد من خلال هذا التفجير سحب الأوراق المعتمدة من تركيا كلاعب أساس في المنطقة وعزلها اقتصاديا من خلال ضرب قطاع السياحة الذي يعتبر من أهم الموارد الاقتصادية للنظام التركي بعد فشلها في إدارة الملف الإرهابي الموجه لسورية أخيرا نقول ان السياسة الرعناء التي يتبعها النظام التركي ما هي إلا مسامير تدق في نعشه المتجه للزوال فلكل فعل رد فعل وعلى رعاة الإرهاب إدراك هذه الحقيقة و تحمل عقباها