عادل عطية
علي خطي الملاك الساقط، الشيطان الذي هو عدو الله، ورئيس ملائكة الشر، والذي قال في قلبه: “أصعد إلي السموات، أرفع كرسي فوق كواكب الله، أصير مثل العلي”!
هكذا يتمرّد الإنسان علي الألوهية التي تسمو عليه؛ لأنه ينظر في نفسه شيئاً من الألوهية: يري مباهج الحياة، وحماسة الخلق والإبداع، وعمق المعرفة وتذوق الجمال، والمقدرة علي تمييز الامكانات، والنزوع إلي الأعلي؛ فيتشاوف ويتملكه الكبرياء!
صار كما فعلت رومية: صار إلهاً يعبد ذاته!
وما أكثر الآلهة الذين يتمشّون علي الأرض!
آه، أيها الإنسان الساكن في أعالي الشموخ والغرور!
إلي متي تنزع إلي أن تكون إلهاً، بل وتعتريك الرغبة العارمة في أن تصبح أنت الله نفسه؟!
وبينما تبني أبراج بابل لنفسك، ولتمجيد ذاتك، تعيش مثال سيء كحياة الآلهة، التي ارتفعت يوماً علي قمم الأولمب في أثينا، عاصمة بلاد الإغريق!
يا لك من إله خاطيء وضعيف!
هل تستطيع أن تكون كالإله الحقيقي في أشياء تملك صنعها؟..
أتستطيع أن تحب محبته النقية العميقة الأبدية؟، وأن تصل إلي صبره وطول أناته؟، وأن تكون في اتساع رحمته وحنانه وغفرانه الغزير؟..
حتي لو استطعت أن تتمثل به، وتصل إلي ذري الكمال، فإنك لن تستطيع أن تملك جلال الإله، وستبقي أنت أنت الإنسان الذي خلقه الله!…