بقلم: فـريد زمكحل
أعتقد بأنه قد حان الوقت للحكومة المصرية لإستبدال وتحويل المكاتب الثقافية المصرية الموجودة في جميع دول العالم، إلى كتاتيب لتحفيظ القرآن الكريم لزيادة الوعي الثقافي للمواطن المصري المُقيم أو المهاجر لدول العالم المتقدم، أقول هذا بعد أن وصلني مقال للمفكر والكاتب المصري الأستاذ خالد منتصر، تناول فيه قرار الحكومة بإعادة دور الكتاتيب لإثراء الوعي الثقافي لدى الشعب المصري بدلاً من انشاء المزيد من مراكز البحث العلمي لمواكبة موجات التطور العلمي الذي سبقنا إليه جميع دول العالم المتمدن، ويفصلنا عن اللحاق بها سنوات ضوئية، وهو ما أظهره وركز عليه الأستاذ خالد منتصر في مقاله المنشور على صفحته الرسمية وقال فيه التالي:
بينما نحن نناقش قضية طلاق بوسي ومحمود عبد العزيز، والسقا ومها الصغير، والكلب الذي عض ابن زينه، وباسوورد خزنة الدجوي، وقارئ القرآن الذي قدمت له السيدة زينب شوربة لسان العصفور، والطائرة التي تعطلت محركاتها احتجاجاً على عدم وجود الحاج البركة، وخناقة الفنانة مشيره وآيه سماحه، وزيادة ميزانية المؤسسة الدينية إلى ما يزيد عن العشرين مليار ومضاعفة عدد المدارس والمعاهد الدينية، وطلب خير أمة بكل إخلاص من الله أن يثبت حلا شيحه على نعمة حجابها…الخ .
هناك سيارات تسلا تحضر نفسها للعمل كتاكسي بدون سائق في السعودية، ونقل دم صناعي بديل في اليابان، وتحليل دم يكشف ألزهايمر في أمريكا، ولقاح مضاد لكثير من السرطانات في انجلترا، ونجاح تجربة تحويل الخلايا السرطانية إلى سليمة في كوريا الجنوبية، وشمس اصطناعية في الصين نجح الصينيون في توليد حرارة 100 مليون درجة منها، وعلماء في شنغهاي نجحوا في زرع شرائح كهربية نجحت في التغلب على الشلل الناتج عن إصابات الحبل الشوكي، وتكون ألمانيا قد طورت تقنية ال Bioprinting وطباعة أنسجة العظام والغضاريف ثلاثية الأبعاد عبر شركات Cellink وPrellis Biologics، وتكون استراليا طورت الروبوت الذي يطبع الخلايا على الأنسجة التالفة، وتكون مركبة كيوروسيتي من ناسا تواصل إرسال صور جبل شارب الموجود على سطح المريخ ، وتكون دبي قد أعلنت نفسها أذكى مدينة في العالم من خلال بناء أكبر مؤسسة ذكاء اصطناعي بالتعاون مع فرنسا بتكلفة 50 مليون يورو، ويكون مركز أبوظبي للخلايا الجذعية قد أعلن عن تطوير خلايا جذعية متعددة القدرات خالية من الفيروسات، بالتعاون مع جامعة كيوتو والذي يهدف إلى تقديم علاجات مبتكرة لمرض السكري من النوع الأول واكتشاف أدوية جديدة للنوع الثاني، ويكون قد طبق استخدام العلاج الجيني المعروف باسم “Lyfgenia” في مستشفى بوسطن لعلاج فقر الدم المنجلي، حيث تم تعديل الخلايا الجذعية للمريض لإنتاج خلايا دم سليمة..
على فكرة كل ده تم وبيتم على أرض الواقع دلوقتي ، لا أتحدث عن أحلام، بس اطمنوا الحمد لله قانون تنظيم لجان الفتوى طلع واللي حيفتي خارج اللجنة حيتسجن ست شهور ويتغرم مائة ألف ، والكتاتيب راجعه، والدين حيدخل في المجموع ، وحنبقى زي الفل بإذن الله .
إلى هنا ينتهي مقال الأستاذ خالد منتصر والذي يذكرني بأحد الأبيات الشعرية الجميلة لشاعرنا الكبير الراحل المتنبي في هذا الخصوص ويقول فيه: «ذو العقل يَشقى في النَعيمِ بعقلِه … وأخو الجهالةِ في الشقَاوةِ يَنعمُ»
وأقول أنا : لا تلوم الجهولُ على جَهلِهِ المنطقي .. بل على منّ يقوده لبحورِ الجهالةِ ليستقي!






























