بقلم: فريد زمكحل
نجحت الإدارة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في تغيير الواقع المأساوي المعاش لأشقائنا الفلسطينيين في قطاع غزة واستبدال اليأس بالأمل، والحزب بالفرح ، في الوقت الذي ظن فيه الجميع بأن الدور الريادي لمصر قد تراجع أو تم التنازل عنه لبعض دول الخليج التي تملك المال، ولكنها لا تملك التاريخ ولا القدرة الفعلية على حل أهم وأعقد القضايا التي تهدد أمن واستقرار جميع دول العالم ألا وهي «القضية الفلسطينية» والتي كادت أن تبتلعها الأيام وتُدخلها إلى دائرة النسيان، لولا بسالة وشجاعة أهالي غزة الذين فضَّلوا الموت على ترك أراضيهم ما ساعد القيادة المصرية على التمسك بموقفها الحاسم والحازم بعدم القبول بتهجير أهالي غزة إلى سيناء، الأمر الذي كشف للعالم فظاعة ما يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين العزَّل من أبناء فلسطين من جميع الأعمار وتسبب في حراك دولي سياسي وشعبي غير مسبق ضد إسرائيل ما دفع الرئيس الأمريكي لمطالبة رئيس وزراء إسرائيل بوقف الحرب مؤكداً له بأنه لا يستطيع محاربة العالم أجمع.
واختيار مدينة شرم الشيخ المصرية للتوقيع على إتفاقية السلام وإنهاء الحرب الإسرائيلية على أبناء قطاع غزة يؤكد بما لا يترك أي مجال للشك بأن الفلسطينيين من أبناء القطاع قد نجحوا في تحقيق الانتصار على العدو الإسرائيلي رغم الخسائر البشرية والاقتصادية التي أصابتهم نتاج هذه الحرب البربرية التعسفية والتي افتقرت للرحمة والعدل والإنسانية.
وتوقيع إتفاق السلام في شرم الشيخ المصرية بوجود الرئيس المصري، والأمريكي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بالإضافة للعديد من الزعماء العرب والأجانب في حد ذاته قد وضع الجميع أمام مسئولياتهم التاريخية لتنفيذ بنود هذا الاتفاق وتدعيمه اقتصادياً ومعنوياً وإنسانياً بإعادة إعمار القطاع وبتوفير كافة الخدمات الإنسانية التي يحتاجها أهالي القطاع من منازل ومدارس ومستشفيات وغذاء إلى آخره.
لأنه لا سلام حقيقي بدون توفير حياة كريمة لأبناء هذا الشعب وصولاً إلى ما يتمناه الجميع له بإقامة دولته الحرة المستقلة.
وأخيراً أحب أن أتوجه بخالص تحياتي للرئيس عبد الفتاح السيسي وجميع الأجهزة المصرية المعاونة لسيادته على هذا الانجاز الكبير الذي أعاد لمصر مكانتها الدولية المعروفة وللدور المصري ريادته المعهودة السابقة للأمة العربية وإفريقيا.
وأكد على أن مصر مازالت مركز الثقل ورمَّانة الميزان في عالمها المعاصر كما كانت سابقاً بحكم الجغرافيا والتاريخ والمعارف التراكمية القديمة والحديثة التي لديها ويُقر بها العالم أجمع وعزَّها بها الله إلى يوم الدين.
وألف مبروك للجميع بالسلام!