بقلم: خالد بكداش
يعلق الكثير من رؤساء العالم العربي الآمال على اقامة علاقات استثنائية مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد فوز الرئيس الجديد دونالد ترامب .
لكن المشكلة الحقيقية عند هؤلاء الساسة العرب أنهم لا يتعلموا من التاريخ أبداً .. أو أنهم يعلموا مسبقاً نتائج طلب العلاقات الاستثنائية مع الادارة الأمريكية أياً كان الرئيس فيها .. و يسعون للتذلل له فقط مقابل أن ترضى عنهم أعظم دولة في العالم مهما كان المقابل مكلفاً .
تابعنا بعض الاشاعات التي صدرت عن دعم المملكة العربية السعودية لحملة المرشحة المهزومة في الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون ببعض المليارات من الدولارات مقابل بعض الوعود الوهمية بالوقوف بوجه ايران و هدم الاتفاق النووي الذي وقع في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ..
و على ما يبدو أن حسابات المملكة السعودية لم تكن على حسابات السوق الأمريكية و طبق المثل الشعبي
القائل : “ حساب السوق لم يطابق حساب الصندوق “ و بمعنى أفصح قليلاً أن حسابات الصندوق المالي السعودي جاءت معاكسة للمصلحة الأمريكية الداخلية التي انتخب دونالد ترامب رئيساً على اساسها .
التاريخ يقول أن الهيمنة الغربية بشكل عام و الأمريكية بشكل خاص على موارد الشرق الأوسط ازدادت بعد الثورات العربية التي قادتها الإدارة الأمريكية بشكل مميز و عبرت من خلالها عن الدوافع الخفية التي تكنها لدول الشرق الأوسط التي لا تعطيها الفرصة للتقدم و التطور ، بل تسعى جاهدة لابقاء هذه الدول تحت مسمى دول العالم الثالث النامية ..
استغرب من هؤلاء الساسة الذين ما صدقوا أن اعلنت نتائج الانتخابات و سارعوا إلى تهنئة ترامب على المنصب الجديد رغم معرفتهم ضمنياً بأن هذا الشخص لن يكون هو الشخص الموعود لاقامة علاقات جيدة مع الإدارة الأمريكية .
الحقيقة أن انبطاح و تذلل بعض القادة العرب للإدارة الأمريكية هو السبب الحقيقي في تأخر شعوبنا حضارياً
و ثقافياً و علمياً إلا ما ندر .. رغم أننا نمتلك الكثير من المقومات الناجحة التي تجعل منا دولاً متقدمة حضارية تنافس على المراكز الأولى عالمياً .. لكن لا حياة لمن تنادي .. فنحن رهن حكام أسوأ من الجهلاء لأنهم زوروا التاريخ و لم يتعلموا منه .