بقلم: يوسف زمكحل
الحلم الذي عشناه بعد 30 يونيو وسنظل نعيشه هو حلم ممتد حتى آخر الزمان وهو حلم 90 مليون مصري يرون فيه مصر القوية التي لا تهاب أحد مرفوعة الرأس والجبين قلعة للحريات وبحر من العطاء للعالم كله ونموذج فريد من الديمقراطية في وطننا العربي لديها جيش قوي يذود عنها كل من تسول له نفسه ويحاول النيل منها وشرطة قوية تفرض الأمن والأمان وقضاء شامخ يؤمن بأن العدل أساس الملك ، ويحلم ببرلمان يتصدى لمشاكل مواطنيها ويشرع لهم قوانين تيسّر لهم أمورهم بدلاً من أن تعيق مسيرتهم مدعوماً بإعلام مرئي ومسموع ومكتوب يدافع عن حرية الكلمة وحرية الرأي والتعبير في ظل رئيس أجمعت عليه الغالبية ومازالت شعبيته في اوجها بعد وقوفه على رأس الجيش المصري الباسل أمام بطش الإخوان ونظامهم واليوم يخوض معركة هي الأشرس على مدى تاريخ مصر القديم والحديث وهي معركة القضاء على الإرهاب اللعين بجانب خوضه لمعركة البناء الإقتصادي والعسكري والدبلوماسي من أجل الوصول بمصر إلى مكانة مرموقة بين الأمم . وكل هذا لم ولن يتحقق إلا بمجتمع واعٍ لتاريخ بلاده عندما كانت منارة للعالم كله تفتح له نوافذ الحضارة والتقدم وهو يحاول الإمساك بهما حتى يقوم من ظلام التخلف القابع فيه ، مجتمع يؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة ويؤمن ويقدر قيمة المرأة فالتقدم لن يحدث لمجتمع يؤمن بأن عظمة المرأة تكمن في جسدها ويلغي عقلها ويلغي كل حقوقها في الحياة كما لن يكون هناك مجتمع يحلم بالتقدم ما لم يكن لفنونها دوراً في هذا التقدم والفنون في أي بلد تعتبر هي القوى الناعمة التي تبرز مشاكلها على السطح من أجل أن تلفت الأنظار لهذه المشاكل وأملاً في إيجاد الحلول المناسبة لها ويستعين في هذا بماضيه المشرق حيث كانت مصر رائدة لوطنها العربي في كل أنواع فنونها وافرزت له على سبيل المثال وليس الحصر في الغناء أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم ومحمد فوزي وغيرهم وفي السينما فاتن حمامة ويوسف وهبي ورشدي أباظة وأمينة رزق وإسماعيل يس وزينات صدقي وغيرهم أيضاً وفي الموسيقى رياض السنباطي والقصبجي والموجي والطويل وبليغ حمدي وعلي إسماعيل وآخرين أثروا الفن ، كل هذا بالإضافة إلى مجتمع لايؤمن فيه بالطائفية ويثق بأنها العدو الأول لوحدته وتماسكه مجتمع لا تغلب على طابعه الأفكار السلفية الوهابية وإلا سيكون هذا المجتمع أضحوكة العالم الذي سيضرب أمام هطله وغباءه كفاً على كف ….












