بقلم: كلودين كرمة
باحث اسلامي قرر ان يقدم وجهة نظره وخلاصة دراساته في برنامج تليفزيوني ، وبين ليلة وضحاها بات محور قضية رأى عام وبرنامجه اصبح حديث الشارع.. اتحدث عن اسلام البحيري..
جدل وصراعات في احاديث الناس، اهتمام اعلامي غير مسبوق بعد تقدم الازهر بشكوي ضده لانتقاده كتب التراث الدين الاسلامي، وبناء عليه وجهت الهيئة العامة للاستثمار انذار الى القناة التليفزيونية التي يقدم من خلالها البرنامج بتفادى المخالفات المقدمة فيه و الا ستتخذ الهيئة قرارا بايقاف البرنامج او بالغاء ترخيص القناة .
ولم يصمت مؤيدوه وبدءوا في شن حملات على مواقع التواصل الاجتماعي “ كلنا إسلام بحيري”، “ متضامن مع إسلام بحيري” وقالوا:”البحيري هو مارتن لوثر الإسلام، وإن كنتم ستقتلون اسلام بحيري فأنتم ستقتولنا جميعا معه وأن قتلتونا سيأتي بعدنا مليون إسلام بحيري”.
وفي هذه الازمة بعض المفارقات:
1- القاعدة العامة من المصريين رافضة لافكار هذا الباحث رغم انهم متضامنين مع دعوات تطهير الأزهر وتغيير مناهجه
2- تم توكيل الأزهر بعمل ثورة دينية في الخطاب الديني من جهة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولم نسمع عن شئ في هذا الإطار سوي بمقاضة باحث اسلامي بدلا من إثبات مدي صحة او خطأ آراءه.
3- نقدس خريجي الأزهر و دارسين الدرسات الأسلامية ، في حين ان صفوت حجازي و وجدي غنيم و حسان و أبو إسماعيل و الغالبية العظمي من قيادات الأخوان أما ينتموا لهذه المؤسسة او تلك، ولا يعني هذا تعميم فمن بينهم علماء اجلاء ولكنه تسليط للضوء على مبدأ التقديس .
4- نؤمن بمبدأ “السمع و الطاعة” و“لا تجادل و لا تناقش” ونري انه لابد الا يتحدث في الدين الا الدارس فقط، ونتسائل لماذا نحن جهلة؟ لماذا لا يوجد تقدم و لا علم و لا تطور، ونتحسر عندما نسمع ان العالم ينشئ قواعد عسكرية في المريخ، فالحوار يبني واعمال العقل ضرورة
5- السيسي قال نفس كلام البحيري، ان هناك نصوص و أحكام في الدين الإسلامي تؤدي للتطرف و الإرهاب ولم يتم تكفيره او اتهامه بالاساءة للدين الاسلامي
6- ما ألت اليه هذه القنبلة التي تفجرت في المجتمع المصري وتسمي اسلام البحيري جعلت من يدافع عنه يعتبر وكأنه ضد الدين الاسلامي
7- دول كاملة سقطت بسبب بعض المفاهيم الخاطئة ومازلنا نرفض بضراوة مقارعة الحجة بالحجة أو اعتماد اسلوب التحاور
8- ان نري الازهر في مناظراته يتخلي عن الجلباب والعمامة في محاولة منه لمناقشه جيل بالكاد يتحدث العربيه الفصحي
9- بدلا من ان يعلن الازهر كمؤسسة دينية لها مكانتها العريقة عن برنامج واضح للتصحيح له جدول زمني خرج يناظر ويوقف برنامج تليفزيوني
ان كان البحيري يريد ان يحدث “ثورة دينية” فلابد ان يعلم اننا لن نتغير دون ان نغير من انفسنا فمثل هذه الثورة تحتاج عقول استثنائية وقرارات قوية ومن المؤكد انه سيكون لها ضحاياها ، قد تنتهي قصة هذا الباحث بان تكون الحجر التي حركت البركة الراكدة وقد تنتهي قصته بخبر وفاته كما حدث مع فرج فودة مع فارق التشبيه ، وقد تؤول الى قاعدة معروفة وهي يبقي الوضع على ما هو عليه..وستبقي الازمة.