بقلم: كلودين كرمة
“بعد فترة لا باس بها من العيش في كندا تبين لي ان الواسطة موجودة ولكن بأسم شيك وهو “نيتووركينج”، القوى بيبلطج عالضعيف بلطجة معنوية يعني مش جسدية ، السما مش بتمطر فلوس لا في كندا ولا في اى حتة في العالم، ماحدش بيكسب اوى غير اما يتمرمط اوى دا غير فلوس الضرايب اللي بتدفعها وانت ساكت، البنزين مش مدعم والمواصلات العامَّة اللي المفروض مدعمة دعمها محتاج دعم فمثلا تذكرة الاوتوبيس او المترو ب٣$ و ربع يعني ب ٢٠جنيه مصري والمرتبات زى ماهى تقريبا، الموظفين اغبياء وكسالى وبيطلبوا رشوة وبيوقفو المراكب السايرة كمان ، الناس بتشرب حشيش فى كل دول العالم ، الناس ماشية مش بترسم قلوب دول بيبقوا متكدرين، المداهنة والنفاق والاستهبال والنفسنة طباع بشرية موجودة من بدء الخليقة ولكن له اسم شيك وهو الذكاء الاجتماعي او العاطفي ، في ناس برضو مش لاقية تاكل، وفي قوانين غبية و عقيمة ، والاطفال مش بأمان بنسبة 100 % كفاية مثلا تعليم الجنس فى المدارس”
تصادف وقوع هذا المقال امامي وانا اتابع صفحات التواصل الاجتماعي، المعلقين على الخبر حولوه الى شجار، فالمهاجرين لكندا أكدوا الكلام الموجود في المقال السابق بل زادوا عليه، والمصريين اعتبروا كلامهم هذا خوف من الحسد او تبتر على النعمة واخذوا يهاجموهم ببعض العبارات مثل :” لو كل العيوب دي فيها .. ماكنتش تبقي من الدول المتقدمه ومن اقوي الاقتصاديات في العالم “،” لو كل الحاجات السيئه دى هناك ليه اللي بيسافر مابيرجعش “، ولم ينتهي النزاع الى نتيجة حيث ان كل فريق بدي متمسك بوجة نظره ولا يريد ان يغيرها .
وبما لا يدع مجالا للشك ان كلاهما على حق فمن هاجر الى كندا يري الواقع العملي لتجربة الهجرة بمساوئها ومحاسنها ومن ثم فهدفه هو تلجيم احلام من يتخيل ان الهجرة هي طوق النجاة من مساوئ هذا العالم، ولا احد يقدر ان ينكر ان السلبيات السالف ذكرها موجوده في كندا ولكن ان كانت موجودة في مصر بنسبة 100% فهي موجودة في كندا بنسبة 20 % والمقارنة تعتبر فعل فاضح، واذا سالت هؤلاء المهاجرين لماذا لا تعودون الى اوطانكم العربية سيقولون نار كندا ولا جنة مصر، والواقع ايضا يقول ان النظام والنظافة والهدوء واحترام الانسان وحقوقة وحريتة والمساواة ودقة المواعيد من سمات الحياة الاساسية ، ولكن الحصول على كل هذه المميزات لا ياتي الا بالعمل والمجهود الشاق ولا تنسوا فاتورة الحرمان من الاهل والتطبع بما قد ينافي ما تربيت عليه ،وما لن يتخيله من يعيش في مصر انه بمرور الوقت سيتعود الانسان على ما يعتبره الاخر مميزات ولا يعود ينظر اليها بهذا المنظور،اما السلبيات فتظل حاجز امامه كائنه بل قد تضخمها قسوة بالحياة
ولذلك رسالتي للمهاجر الجديد الى كندا :” متعليش سقف طموحاتك”، ويا من تستعد للهجرة فكر جيدا ،هل تبحث عن راحتك الحالية ام راحة عائلتك المستقبلية، ويا من تعيش في مصر وتعتبر هذه الدول الجنة التي خلقها الله على الارض وقد تفضل الموت في مراكب الهجرة الغير شرعية عن التفريط في حلم السفر:” الغربة حياة بلا روح” ، وان كنتم يا مصريين تنبشون عن الهجرة بدعوي البحث عن الامان ، فقد يكون لديكم كامل الحق في ذلك فما عشتموه من رعب وفزع بعدما صدرت السجون قاطنيها للشوارع وتركتهم طلقاء، فاود ان اوضح لكم ان الامان من عند الله وحده بدليل ان ايام الثورة مرت وانتم اليوم سالمين ،وفي استراليا البلد الافضل في العالم احتجز فيها رهائن في احدي المقاهي، وفي فرنسا بلد الحريات قتل صحفيين وهم يعبرون عن آرائهم ، وفي كندا وغيرها من الدول الاوربية يتم القبض على خلايا داعش،انظروا الى الامور هكذا البشر جميعا متساوون فليس من يعيش في الخارج افضل ممن يعيش في الداخل، انها اقدار مكتوبة وخطط مرسومة ولو لم يساو الله بين الناس لكان بظالم ..وحاشا لي ان اقول ذلك.











