بقلم: كيندة الجيوش
يحكى ان هند بنت عتبة — زوجة ابي سفيان زعيم قريش الذي حارب النبي محمد بشدة في بداياته — دخلت على النبي محمد لتشهر إسلامها له بعد معاداة طويلة.
ولكن الرسول عندما رآها قال؛”هند اكلة الكبود!”
وكانت هذه إشارة الى تالمه مما قامت به سابقا حيث انها كانت هي من دفع لقتل حمزة عم الرسول المحبوب.. لا وبل اكلت كبده!! وكان ذلك انتقاما لان ابيها عتبة بن ربيعة الذي قتل في غزوة سابقة للرسول.
وما كان من هند الا أن أجابته وقالت:” أنبي وحقود!”
وهنا يورد السردالتاريخي حلم الرسول محمد (ص) وتسامحه الكبير حتى مع من قتل أحبته. والأكثر من هذا هو احترامه للمرأة حيث ان تقبل منها جرأتها.
والامر المهم جدا هنا هو ان من تجرأ ان يرد ويجاوب الرسول بمثل هذا القول الذي يخشاه الرجال، كان امرأة.
وان دل هذا فهو يدل على مكانة المرأة العربية في الاسلام وقبله بالاضافة الى حكمة وتسامح الرسول محمد.
وطبعا المرأة هنا اقرت باحترامها للرسول وكانت عنده تطلب السلام وتعترف بقيادته ولكنها كانت تحمل رأسا على كتفيها يأبى إلا أن يحترمها من يقابلها .
ومن هذه القصة الى سوريا حيث سرقت شراذم تدعي الاسلام الحراك من اجل الديمقراطية. هذه الشراذم التي تدعي الاسلام وهي لا علاقة لها به.
أين هي تعاليم الرسول التي حفظت كرامة الرجل كما حفظت كرامة المرأة !!
وأكثر.. من هذا التاريخ .. هند هي ام معاوية بن ابي سفيان داهية العرب وهي من قالت في غزوة احد وهي تشجع على قتال المسلمين: “ نحن بنات طارق نمشي على النمارق والمسك في المفارق والدر في المجانق ان تقبلوا نعانق ونفرش النمارق او تدبروا نفارق فراق غير وامق”
!! رسالة حماسية قوية!!
هذه الرسالة كانت حاضرة في الذهن وقريبة للذاكرة عندما تسامح الرسول مع هند وزوجها وكل من عاداه وكانت دماء الاحبة لم تجف بعد.
الرسول لم يحمل حقدا والسلام عنده كان اهم من اثارة الام ومشاعر الاولى بها ان تندمل من اجل مستقبل اجمل..
وعساه اليوم مستقبل اجمل للعرب والمسلمين سنة وشيعة واسماعيليين وصابئة ودروز وعلويين … ووو .. نتعلم التسامح..
والسلام بك ولَك سوريا






























