بقلم الأديب: حسّان عبد الله
يُقالُ : في الإتحادِ قوّةٌ وما أجملها هذه العبارة ! عندما يتآخَى أبناءُ الجاليةِ العربيّةِ مع بعضهم البعض وخاصةً هنا في مونتريال حيث يجتمعُ أفرادُها من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين وعراقيين ومغاربة وجزائريين وتونسيين وسودانيين ويمنيين ومصريين وأردنيين تجمعهم الجنسيّة الكنديّة وتوحّدهم اللغةً العربيّة الفصيحة .
جئنا جميعًا إلى هذه الأرض الشاسعة حيث حضنتنا واستقبلتنا حكومتها بالترحاب والتأهيل ومنحتنا امتيازاتٍ وحقوقًا حسب قوانينها المعمول بها وساوتنا بشعبها في جميع الحقوق والواجبات فعرفنا قيمة الإنسان من خلالها من حيث حريّة التعبير والمساواة بين أبنائها مطبقّةً قول: لا فرْقَ بين عربيٍّ وأعجميّ إلّا باحترام القوانين وتطبيقها، وهذا ممّا نفقده في بلادنا العربيّة .
وإذا عُدنا إلى مجتمعِنا العربيّ هنا نجده متشرذمًا ، متقطّعًا كلُّ جمعيّةٍ بعيدةٍ كلّ البعد عن الجمعيّات الأخرى ، كلُّ واحدةٍ لها اسم وتضم مجموعة مستقلّة عن الآخرين ، ليس هذا فحسب بل في الاجتماعات الثقافيّة والأدبيّة تدعو الآخرين للحضور وتزيّن الدعوة بالوجوه المختلفة من الشعراء والأدباء والفلاسفة والمفكّرين أصحاب الألقاب المتعدّدة الذي لا يتّسع المجال لذكرها . وفي بعض اللقاءات يخصّصون المقاعد الأماميّة للمحاضرين في الدعوة ويرمون الآخرين بالخلف ، كما يقوم مقدّم الحفلة بالشكر للمحاضرين من شعراء ونثريين متجاوزًا الحضور ببعض الكلمات التي لا تغني من جوع .
ومهما يكن من أمر ، ومن بعد إذن الجميع ملتمسًا العفو وعدم المؤاخذة على كلامي هذا طالبًا من المثقفين والمتعلمين على اختلاف اختصاصاتهم وخبراتهم ونجاحاتهم على هذه الأرض الحاضنة التي أحبّها كلّ واحدٍ منّا وأمضى فيها السنوات العديدة منذ أن وطِئَت قدمه هذه البقعة الجغرافيَّة أن يشبُكَ يديه بيدي أخيه الآخر دون تعالٍ وكبرياء ِعظمة ٍوأن تكون جمعياتنا الثقافية جمعيّة واحدة قائمة على المحبّة والمودَة والألفة والتسامح وبذلك نكون قد حققنا وجودنا بتماسكنا ونستطيع فرض هذا الوجود على حكومتنا الإقليميّة والوطنيّة.
وأخيرًا قُبلاتي الحارة إلى جميع الأخوات والأخوة الأعزّاء من جميع الأقطار العربيّة متمنيًا الاتحاد والتعاون مع بعضنا البعض من أجل إثبات وجودنا والسلام .