بقلم: يوسف زمكحل
هناك البعض من الذين أظهرتهم على السطح ثورة 25 يناير 2011 بعد ان كانوا يعيشون في القاع مهمشين باتوا يعيشون اليوم في عالم خاص بهم لا يستطيعوا أن يخرجوا منه حيث تمنعهم مبادئهم البلهاء وفكرهم العقيم المريض ومصالحهم التي لا تتفق مع مصلحة الوطن العليا الذي مازال يتربص به البعض سواء في الداخل أو في الخارج . ومن بين هؤلاء الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية الذي أطلق أخيراً مبادرة دعا فيها لإنتخابات رئاسية مبكرة خلال عام وتشكيل حكومة أئتلافية وإلغاء عقوبة الإعدام لمدة عام والإفراج الفوري عن المحتجزين منتقداً جبهة الإنقاذ التي عارضت حكم الإخوان خلال عام رئاسة المعزول محمد مرسي الأمر الذي جعل القوى السياسية تشن هجوماً حاداً عليه واصفة حديثه بالمشبوه. والحقيقة أن الأقنعة مازالت تتساقط منذ ثورة يونيو 2013 ممن خُدِعوا الكثيرين عندما تكلموا عن الحرية ودعوا لسقوط مبارك الرئيس الأسبق وأغدقوا عليهم وعلينا بشعارات تخرج من حناجرهم وهي في حقيقة الأمر تدعو في شكلها الظاهر إسقاط مبارك ولكن في شكلها الباطن تدعو لإسقاط الدولة وتفكيكها ونشر الفوضى العارمة في كل ربوعها ، وعبد المنعم أبو الفتوح يرفض أن يحسبه أحد على تيار الإسلام السياسي وهو في ذلك يضحك على نفسه أولاً وإن كان لم يستطع أن يضحك علينا فتاريخه يفضحه فهو كان أحد القيادات الطلابية في السبعبنات التي كانت تحارب الحفلات الغنائية التي كانت تقيمها الجامعة وهو من مؤسسي التعصب والتطرف في الجامعات المصرية في هذه الفترة لأفكاره الدينية الخاطئة التي يحملها في فكره ويؤمن بها وهي أفكار سلفية وهابية تكفّر الفنون والموسيقى ، وأبو الفتوح كان عضواً سابقاً بمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين وكان يرتدي عبائتهم الفكرية ويؤمن إيماناً قوياً بايدولوجية الإخوان المسلمين التي لا تؤمن إلا بالجماعة والأهل والعشيرة وتقسم لمرشدها بالولاء له وللجماعة تحت شعار السمع والطاعة ، وبعد ثورة 30 يونيو وسقوط الإخوان المسلمين ورئيسهم المعزول محمد مرسي الذي لم ينتقده يوما أبو الفتوح طوال فترة حكمه ولم ينتقد مرشدهم أو أي فرد في الجماعة وكيف ينتقدهم فهو عاش في رحابهم وتربى على مبادئهم وخرج ينتقد بكل تبجح بيان 3 يوليو ووصفه بالإنقلاب على شرعية محمد مرسي وذلك خلال مؤتمر لحزبه ثم زاد من تبجحه حين قال أن الوضع الأمني الآن أكثر قمعاً مما كان عليه فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك .
والمضحك والمثير للسخرية بأن أبو الفتوح يدعو لإنتخابات رئاسية مبكرة وهو فيما يبدو فقد بصره وبصيرته فهو لم يرَ الملايين التي استجابت لطلب الرئيس السيسي وخرجت في الميادين لتعطي تفويض له وللجيش بمحاربة الإرهاب وكل من يقف ضد إرادة شعب مصر وهو لم يرَ الملايين التي خرجت في كل الميادين يوم 30 يونيو تهتف للسيسي وللجيش وتهتف يسقط يسقط حكم المرشد ولم يرَ الملايين وهي تخرج يوم 3 يوليو وتعبر عن فرحتها بسقوط مرسى والجماعة وتعلن عن أمتنانها للسيسي وللجيش ولم ير الملايين وهي تخرج في الإنتخابات الرئاسية الآخيرة وتنتخب الرئيس السيسي بأغلبية كاسحة ولم يرَ الملايين و هي تخرج لتلبي نداء الرئيس السيسي بالتبرع لمشروع قناة السويس الجديد فتضع في البنوك أربعة وستون مليار جنيها مصرياً خلال أسبوعاً واحداً في سابقة لم تحدث في التاريخ من قبل ، ويزيد أبو الفتوح الطينة بلِة فيطالب بإلغاء عقوبة الإعدام لمدة عام واحد والإفراج عن كل من في السجون وهو أول من نادى بعد 28 يناير وبعد سقوط شهداء في الميادين بالقصاص العادل والسريع ويأتي اليوم ليناقض نفسه ويطلب بإلغاء عقوبة الإعدام لمدة عام ولم يذكر أبو الفتوح في دعوته إلغاء العقوبة هل سيقابلها إلغاء العمليات الإرهابية التي تقتل خيرة ضباط وجنود مصر من جيش وشرطة وهل القصاص الذي طالما صدعنا به مراراً وتكراراً من قبل يعني الآن الإفراج على من تآمروا على شعب مصر مع دولة أجنبية لتفتيتها وتفتيت جيشها وشرطتها وهل يعني الإفراج على كل من تلوثت أياديهم بدماء أبناء مصر وأرادوا أن يعودوا بمصر إلى العصور الوسطي حيث كان قانون الغاب هو الذي كان يحكم . ونصيحتي للدكتور أبو الفتوح الكف عن الهزيان !






























