بقلم: هديل مشلح
يعتبر الوطن العربي مجتمع فتي أي أن نسبة الشباب المنتج هي الاكبر فيه لكن الوطن العربي يمر حالياً بعدة أزمات ستؤثر فيما بعد على بنيته وسيذكرها التاريخ لاحقاً وأهم هذه العوامل هي تلك الحروب التي تعصف على أرضه في دولة تلو الاخرى والأزمات الاقتصادية نتيجة تلك الحروب
والنتيجة الطبيعية لهذه الأزمات هي هجرة الشباب العربي الى الدول الاوروبية بحثاً عن مستوى معيشي اكثر امناً واستقراراً ورفاهية ، لم تكن هذه الهجرة تستهدف طبقة معينة من الشباب بل شملت الجميع ممن لديه الامل في العيش الكريم دون المساس بكرامته فقد شملت المثقف والطبيب والعالم والمدرس والشاعر والرسام والفنان وباقي طبقات المجتمع من عمال وموظفين وأصحاب مهن حرفية ومن الطبيعي ان يبدأ المهاجر عمله وإبداعه في البيئة الجديدة التي استقر فيها فهذه العقول المبدعة بدأت بنقل علمها وخبرتها حيث بدأت من جديد .
ان مثل هذه الهجرة في مثل تلك الظروف لها آثار سلبية على المجتمع العربي ككل حيث أنه يتم نقل الخبرات وإرادة الشباب وقوته وحتى رؤوس الاموال وتفريغ المجتمع العربي من فئة الشباب بتوجههم إلى القارة العجوز .
ومن اهم مخاطرها على المدى البعيد هو فقدان الانتماء العربي والهوية واللغة و ستختفي الروابط الوثيقة بين المهاجرين وأوطانهم وسيفقدون الحنين إليه رويداً رويداً وستبقى القليل من الذكريات في الذاكرة يستحضرها بين الحين والآخر تربطه بآخر خيط رفيع بوطنه .
كيف لنا كمنبر اعلامي أن نساعد على استقرار الوطن العربي ومساعدة الشباب على الاستقرار في وطنه بدلاً من الهروب من جحيم الازمات بخبرته وعلمه الذي سيحرم منها أبناء وطنه، من سيقوم بإعادة اعمار الوطن العربي بهذه العقول المبدعة والأيدي العاملة وإعادة هيكلة المجتمع العربي ليعود فتياً كما كان مليئاً بالخيرات والثروات البشرية والمادية .
كيف هو السبيل للعودة بهؤلاء المبدعين والعقول النيّرة إلى أوطانهم وكيف سيتم استقطابهم من جديد بعد ان تنتهي هذه الحروب طويلة الامد كيف السبيل وكل ما يجري يشجعهم على شد الرحال، قد يكون الحل هو نبذ الخلافات ومحاربة الارهاب وأن نبقى يداً واحدة ونتناسى خلافاتنا الثانوية ونقف في وجه الظالمين والمتعنتين من بعض القيادات العربية الفاسدة، ففي اتحادنا قوة وفي تفرقنا ضعف مجتمعنا .











