بقلم: الاب / فريدريك اليسوعي
تكلمتُ طوال السلسلة الطويلة من المقالات التي نُشرت في هذا المكان عن الكثير من النقاط الجوهرية التي تؤكد إلوهية المسيح بكل وضوح، ولكن اليوم سوف أتناول بعض الأدلة التي لا يمكن لأي إنسان يريد أن يعرف الله أن يتجاهلها خاصة بموت وقيامة السيد المسيح له كل المجد، ومنها أدلة تاريخية وأخرى أثرية وعقلية وروحية.
1- أدلة تاريخية:
أ- وجود الاعتقاد بقيامة المسيح منذ القرون الأولى: حمل التاريخ الحديث إلينا الكثير من الكتب التي صدرت في القرون الثلاثة الأولى والتي ذكر فيها حادثة قيامة السيد المسيح من الأموات وبأنها كانت معروفة كل المعرفة لدى جميع المسيحيين الذين عاشوا في هذه القرون.
وقد قال القديس أغناطيوس «إن المسيح تألم لأجل خطايانا .. وقام في اليوم الثالث لأجل تبريرنا».
وقال بوليكاربوس «من ينكر قيامة المسيح فهو من اتباع الشيطان» لأن من ينكر موت المسيح وقيامته ينكر كفاية كفارته، ومنّ ينكر هذا الحدث لا يكون له خلاص أو قبول أمام الله.
ب- عيد القيامة: إن الذين اعتنقوا المسيحية من اليهود أهملوا أعيادهم التي امرهم الله بالاحتفال بها في العهد القديم واخذوا يحتفلون بدلاً منها بعيد القيامة وكانوا يُطلقون عليه عيد الفصح .. لأن عيد الفصح اليهودي لم يكن إلا رمزاً إلى المسيح من جهة كونه فدية عن الذين يؤمنون به إيماناً حقيقياً وكون السيد المسيح قد قام من بين الأموات أثناء احتفالات عيد الفصح اليهودي.
2- أدلة أثرية على قيامة المسيح: ومنها
أ- القبر الفارغ: وجود القبر الفارغ الذي دُفن فيه السيد المسيح حتى الآن والذي زاره ويزوره الكثير من المسيحيين في كل عام منذ القرون الأولى وخلو هذا القبر المذكور من جسد المسيح منذ اليوم الثالث لموته وعدم العثور على أثر لهذا الجسد في آي مكان على الرغم من الجهود الجبارة التي بذلها كهنة اليهود ورؤساء الرومان في هذا السبيل للقضاء على اسم المسيح.. وهو دليل واضح على قيامة السيد المسيح من الأموات وعلى صعوده بعد ذلك السماء كما جاء في الكتاب المقدس.
ب- نُسخ الكتاب المقدس الأثرية : وهناك الكثير من نُسخ الكتاب المقدس التي يرجع تاريخ صدورها ووجودها إلى القرون الأولى وأهم هذه النُسخ:
1-النسخة الأخميمية: ويرجع تاريخها للقرن الثالث وتم اكتشافها في أخميم (مصر) سنة 1945م بواسطة العلاَّمة شستر بيتي .. وهي محفوظة حتى الآن في لندن.
2- نُسخة سانت كاترين: ويرجع تاريخها إلى ما قبل القرن الرابع وقد اكتشفتها بعثة أمريكية بمساعدة أساتذة مصريين من جامعة الاسكندرية حالياً (فاروق سابقاً) سنة 1950م
3- النُسخة السينائية: ويرجع تاريخها للقرن الرابع وقد اكتشفها تشندروف سنة 1884م وتم إيداعها في مكتبة بطرسبرج ثم بيعت للمتحف البريطاني سنة 1935م
4- النُسخة الفاتيكانية: ويرجع تاريخها للقرن الرابع وكانت محفوظة في مكتبة الفاتيكان لكن مع اقتحام نابليون لايطاليا نقل هذه النسخة إلى باريس ليدرسها علماؤه هناك.
5- النسخة الاسكندرانية: ويرجع تاريخها للقرن الخامس ومودعة الآن بالمتحف البريطاني
6- النسخة الافرائمية: ويرجع تاريخها للقرن الخامس ومودعة في متحف باريس.
وقد قارن كثير من العلماء هذه النُسخ بالكتاب المقدس الموجود بين أيدينا الآن ولم يجدو اختلافاً في موضوع ما الأمر الذي يدل على مصداقية حادثة قيامة السيد المسيح من الموت الواردة بهذا الكتاب بصورة حقيقية.
هذا بخلاف الصور والنقوش الأثرية القديمة التي تم العصور عليها ويعود تاريخها للقرنين الأول والثاني وتدل على قيامة السيد المسيح من بين الأموات.
هذا بخلاف المعموديات الأثرية القديمة والتي يعود تاريخها للقرن الأول وما بعده والتي كان يغطس في مائها كل من كان يريد اعتناق المسيحية.
إلى هنا عزيزي القارئ أتركك بسلام الله وحتى العدد القادم من الرسالة لاستكمال استعراض البقية المتبقية من الأدلة اليقينية على قيامة السيد المسيح له كل المجد من بين الأموات.