بقلم: الاب / فريدريك اليسوعي
في العدد السابق رقم 453 الصادر من «الرسالة» تكملت عن أول نتائج قيامة السيد المسيح من بين الأموات بالنسبة للبشر، ألا وهو «إعلان التبرير للمؤمنين الحقيقيين» واليوم سوف أتناول ثاني نتائج هذه القيامة ألا وهي:
2- ولادة المؤمنين الحقيقيين من الله مرة ثانية:
والتي تضح بقول الرسول بطرس «مبارك أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية» لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات (ا بطرس 1:3)
وولادة النفوس من الله أو بالأدق حصول هذه النفوس على طبيعته الأدبية بواسطة الإيمان الحقيقي بالمسيح، كانت هي الوسيلة الوحيدة التي تؤهل هذه النفوس للتوافق مع الله في صفاته الأدبية السامية حيث أن طبيعتها البشرية التي ولدت بها وإن اختفت نقائصها أحياناً تحت المؤثرات الاجتماعية أو الدينية إلا أنها تظل كما هي طبيعة ملوثة في باطنها بالشرور والآثام الأمر الذي يجعلها غير صالحة أو متوافقة مع الله القدوس.
والولادة من الله نوع من الإحسان الذي لا يستطيع احد في هذا الوجود أن يجود بمثله لأنه إذا أراد شخص نبيل أن يتبنى لنفسه غلاماً مطبوعاً على الشر والإجرام على سبيل المثال يقوم بإرساله إلى ارقى المعاهد ويقدم له أفخر الأطعمة والملابس ولكن مهما أوتي هذا الإنسان من حكمة وكرم لا يستطيع أن يولد في هذا الغلام النفسية النبيلة التي يتمتع بها هو .. لأنه مهما نثقف هذا الغلام ذهنياً وظاهرياً يظل كما هو بنفسيته الشريرة التي طُبع عليها وولد بها، ولكن غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله ويفعله في نفوسنا بولادتنا الثانية منه عند إيماننا الحقيقي بالمسيح إذ يغرس طبيعته الاخلاقية فينا ويمتعنا بثمارها الطيبة تأكيداً على قول الرسول عن الله «كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما للحياة والتقوى، بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية (الأدبية) هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة (2 بطرس 3-4 :1)… وهذه الولادة هي ما يهفو إليها كل الذين ارتقت نفوسهم وسمت أحاسيسهم نتاج قيامة السيد المسيح من بين الأموات.
إلى هنا أحبائي المتابعين أترككم في رعاية الرب الإله وحتى التقيكم مجدداً للحديث عن النقطة الثالثة الناجمة عن قيامة السيد المسيح من بين الأموات والمعنونة (بإعلان احقية وشرعية جميع المؤمنين الحقيقيين بالوجود في السماء نتيجة إيمانهم).
وحتى العدد القادم لكم مني كل التحية وفي رعاية الله.