بقلم: كينده الجيوش
تشير احصائيات تتعلق بوسائط التواصل الاجتماعي إلى أن برنامج تويتر وبرنامج الانستجرام لمشاركة الصور أصبحا من بين أهم البرامج في العالم والمنطقة العربية. وارقام استعمالها تقاس اليوم بعشرات الملايين، وكذلك نوعية المواد التي تتم مشاركتها عبر هذه البرامج لها دلائل مهمة حيث تعطي معلومات أولية عن طبيعة المجتمعات التي تنشط فيها واهتماماتها. باي ناحية: هل هو باتجاه مواضيع سياسية، تويتر مثلا، ام ترفيهية: انستجرام ومشاركة الصور.
وكذلك تزودنا هذه الارقام والاحصائيات ايضا بعلامات رئيسية على طبيعة المواضيع التي يتم بحثها وكيف يمكن استخدام النقاشات والطروحات وتدويرها لتوجيه المجتمعات نحو الأمور والأفكار الإيجابية.
ولايزال الفيس بوك ياخذ مكانه بالدرجة الأولى على انه المجلة الاجتماعية الشخصية للأفراد التي تصلهم بأصدقاء ومعارف من الماضي بالإضافة إلي استعمالات الفيس بوك من قبل منظمات وناشطين لأهداف أخرى متنوعة. و يبلغ عدد مشتركيه ما يزيد عن مليار شخص في العالم، ومنهم ما يقارب 65 مليون مشترك في المنطقة العربية.
ولكن تويتر وانستجرام لهما طبيعة مواضيع مختلفة ونجوم اشخاص يتم اتباعهم بالملايين احيانا هم وما ينشرون من أفكار طروحات وصور وبالنتيجة يصبح لديهم قدرة علي تعزيز تفكير بهذا الاتجاه أو ذاك مثل القادة التقليديين في عوالم حالية او ازمان أخرى.
ويعرف عن تويتر ان محتواه سياسي وفكري بالدرجة الاولى وبعدها يأتي المحتوى الإجتماعي والفني والرياضي وغيرها من المحتويات ويبلغ عدد مشتركيه في المنطقة العربية مايقارب سبعة ملايين شخص وحوالي 290 مليون حول العالم.
وبينما يستغل المتشددون تويتر لنشر أفكار مضمونها ارهابي حيث تقدر أعدادهم بعشرات الآلاف- وقام تويتر بإغلاق بعض من هذه الحسابات- يقوم أشخاص آخرون أصبحوا نجوما علي تويتر، بالإضافة إلى إنجازاتهم الأخرى الحياتية والعملية، بنشر أفكار إيجابية تتعلق بالحياة علي العمل التطوعي مثلا أو أفكار تتعلق بنبذ الطائفية أو الحفاظ علي البيئة وكرامة الإنسان وحقوق المرأة في مواجهة الاضطهاد.
وهؤلاء الأشخاص والشخصيات تقع علي عاتقهم مسؤولية كبرى اليوم إذ يمكن لهم أن يحركوا الجموع باتجاه أفكار إيجابية تحتاجها المجتمعات في أيام الشدة.
أما تطبيق الانستجرام لنشر الصور فقد دخل المنطقة العربية وبشدة من باب الترفيه وتفوق علي تويتر بعدد المشتركين حيث بلغ ما يزيد عن 300 مليون حول العالم. وتبلغ نسبة المشتركين في خدمة تطبيقات الصور الانستجرام في الخليج العربي حوالي 65 بالمائة من مستخدمي وسائط التواصل الاجتماعي.
هذين البرنامجين ينموان بشكل كبير في المنطقة العربية واصبحتا اليوم تستخدمان إما كأدوات وعوالم افتراضية ترفيهية للابتعاد عن مواضيع مؤلمة في المنطقة العربية، أو أدوات لتعميق الحضور السياسي أحيانا وتغيير المفاهيم اما سلبا أو إيجابا في مواضع اخرى.