بقلم: سونجا الحداد
تتوقون الى السلام والأحترام فأعملوا على أرسائهما بينكم وفي نفوسكم أولا…
وقع هذا الرابط بين يدي في شهر رمضان الكريم وهو كتاب منهجي جوال من أنتاج جامعة الملك سعود وعنوانه:
«التفسير الوسيط للقرآن الكريم»
تأليف لجنة من العلماء بإشراف مجمع البحوث الإِسلامية بالأزهر
كانت الصدمة كبيرة لي ولكني فضلت عدم التكلم عنه حينها إحتراما للشهر ومعانيه المباركة التي من المفترض أنها تدعو بالأساس الى التقوى والمحبة والتسامح وكل ما هو نبيل في هذه الحياة، وثانيا احتراما ومحبة الى صديقاتي الغاليات على قلبي جدا اللواتي تداولوه عن طيبة قلب أكيد دون الأنتباه الى ما يحويه من مخاطر.
والآن آن الأوان لآن أعبر عن رأيي في هذا الموضوع الذي هو بمثابة إهانة الى الأنسانية أولاً والى كل الجهود التي تقوم بها قوى الخير بغية إيجاد حلول تسمح لنا بالتحرر من مسوخٍ نسيت نفسها في عصر زال منذ زمان بعيد وحين استفاقت أبدعت وأنتجت لنا تراثا إنسانيا فذا، أنتجت لنا قرآنا جوالآ يتمكن أي كان في العالم من الأطلاع عليه وعلى تفسيراته التي هي عبارة عن تحريض علني وعالمي على العنف والتفرقة وبغض الآ
خر.
اشارككم ناسخة طبق الأصل كما هو في الصورة الخاصة بالرابط والتي ارفقتها هنا، أول ما قرأت وهو تفسير الآية 7 من الفاتحة التي تقول:
«صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ»
التفسير: ( 7 ) طريق الذين أنعمت عليهم من النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين، فهم أهل الهداية والاستقامة، ولا تجعلنا ممن سلك طريق المغضوب عليهم، الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به، وهم اليهود، ومن كان على شاكلتهم، والضالين، وهم الذين لم يهتدوا، فضلوا الطريق، وهم النصارى، ومن اتبع سنتهم. وفي هذا الدعاء شفاء لقلب المسلم من مرض الجحود والجهل والضلال، ودلالة على أن أعظم نعمة على الإطلاق هي نعمة الإسلام، فمن كان أعرف للحق أتباعا له، كان أولى بالصراط المستقيم، ولا ريب أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أولى الناس بذلك بعد الأنبياء عليهم السلام، فدلت الآية على فضلهم، وعظيم منزلتهم، رضي الله عنهم.
اجتمع اكبر العلماء وبأشراف الأزهر لأخراج هذه التحفة لنا… والناس تقرأ هذا التفسير وتقبل به دون تردد أو تساؤل!
كيف يتم قبول هذا الكلام المشين والمحرض على الأرهاب الكلي؟ كيف يتم قبوله دون الثورة عليه وعلى من أقام هذه التفاسير. هل تتم فعلا قراءة هذا الكلام بتمعن أم يتم ترديده كالببغاء فقط؟ لو كان الجواب هو نعم تتم قراءته بوضوح، فهذا يعني أن من يقبل به هو شريك في هذه الجريمة ومن لآ يدري ما يقرأ فأنا أتأسف عليه وعلى الأنسانية به.
كيف نتكلم عن العدل والتسامح ومحبة الآخر وسط هذه التفاسير؟ ماذا يتعلم الأطفال منذ اول عمرهم… عجبي والله!!! الأزهر بحد ذاته أشرف على هذه المعجزة الأدبية والأنسانية وباركها! ونعم الأزهر! العالم يتحرر من حدوده ويتوجه الى الكونية وأن
تم تبنون قوقعة تعيشون فيها بعيدا عن المغضوب عليهم والضالين. كل يوم تقرأون الفاتحة وأنتم تعلمون في داخلكم تفسير الآية 7وتقبلون به دون اي حراك أو غيرة على القرآن …
لماذا لآ نفسر ونقول أن المغضوب عليهم والضالين هم الذين شردوا عن طريق الحق والتقوى من المسلمين بدل اليهود والمسيحيين؟ لما العتب اذا في مجيء الصليبي او اليهودي لسرقة أملاككم أو استرجاع أملآكه بالأحرى؟… متى سننهض فكريا وانسانيا وننظر الى العالم كأخوة في الأنسانية والحياة والمساواة. ونمنع سواء الأزهر أو أكبر العلماء مهما علآ شأنهم من تشويه الوجه الجميل للعيش المشترك وبكل عدل ومساواة واحترام كلي للآخر وللقرن الذي نعيش فيه؟
تتوقون الى السلام والأحترام فأعملوا على إرسائهما بينكم وفي نفوسكم أولا، حينها ستتبعون فعلا السراط المستقيم وتتحررون، من الداعشيين والمتخلفين، ومن المرابين بإسم الله والدين!