بقلم: سونيا الحداد
«دَعُوا الأَطْفَالَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلا تَمْنَعُوهُم، لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاءِ مَلَكُوتَ ٱلله.
أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ لا يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللهِ مِثْلَ طِفْلٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ»
هنا تكمن الوهية يسوع وعظمة تعاليمه التي لآ ولن يقوى عليها الجحيم أبدا!… أتى بلباس الطفل والأخ والأبن والأب والرفيق كما تأتي الأطفال مهرولة اليك لتشاركك فرحتها وتعجّبها واحلامها. تكلم بمحبة تخترق روحك وتجعل منها سنبلة قمح تُقيت كل من اقترب منها وتاق اليها. محبة تميتك لتحييك مثل فراشة تخرج من شرنقتها المظلمة الى عالم النور وما أدراك بالنور إن لم تراه في عيون الأطفال؟ محبة تحولك من إنسان عادي بارد، حزين وتافه الى طفل يجعل من الحياة معجزة يصعب على العقول المتحجرة والجاهلة من أن تفكّ رموزها، وحده من يترك ما لقيصرلقيصر و ما لِلّه لِلّه، وحده من أحب لغيره ما يحبه لنفسه، وحده من لآ يرمي على أحد أول حجر، وحده من تخلّى عن كل الدنيا وعشق لغة الفراشات والطيور يدركها!
أراد أن يجعل منا آلهة فطلب منا أن ننظر الى الحياة من خلآل عيون الأطفال، جميع الأطفال دون استثناء من جنس أوعرق أو دين أو نسب. فالأطفال لآ وقت لديهم ولآ يهمهم كل القوانين الدينية والمدنية التي وضعها الأنسان من أجل استغلال أخيه الأنسان والأستبداد به، ولآ تهمهم المعابد والمنابر والمحاكم والديّانين، مهمتهم في هذه الدنيا أنبل وأرقى من أن تنحرها على بلآط الفريسيين والمفسرين ورجال الدين الساديين وعبيدهم التابعين… مهمتهم نشر المحبة وتبادلها بفرح عظيم وحدهم أبناء النور يعرفون طعمها ولونها ومصيرها…
المحبة ثم المحبة ثم المحبة. نعم هي وحدها طريق النور والحرية. نعم هي وحدها نواة الثالوث المقدس الذي ينصهر
فينا ومنا نعود معه أطفالآ صلآتهم الفرح والمحبة والسلأم والسعي الدائم لهم.
هنيئا لمن عرف كيف يحافظ على طفله الداخلي فله ملكوت السموات!
هوشعنا في الأعالي مباركٌ الآتي بإسم الرب!!!