بقلم: كلودين كرمة
لقد اعتادنا سماع اخبار عن زلازل وفياضانات وانهيارت وتعديات واعتداءات واعمال انتحارية وارهابية يصاب فيها ويقتل عدداً من البشر. وتأتينا الاخبار عن اعداد اغتيلت ظلما وقتلت عدوانا…ومن تكرار هذه الاحداث اصبحت لم تفزعنا هذه المصائب والبلايا ومن تبقى لديه قدر من الحس ربما يدعوا للمصابين والموتى واحبابهم بالصبر والسلوان والرحمه من قبل الرب اذ لم ولن نجدها الا عنده تعالى..
ناهيك عن اعمال السرقة والنهب والشغب والانتهاكات فى الحقوق والاعراض اضف الى ذلك الغلاء والوباء والمرض والجهل والففر وحوادث الطرق برا وبحرا وجوا…ولا ننسى التهديد والوعيد من قبل مراكز القوى فى كل المجالات..وايضا على الصعيد الدولى الانذارات المصحوبة بالتهديد المعنوى والاقتصادى والسياسى من الدول العظمى ..ذات السيادة.والتى يمكنها وبدون مبالغة محو بلدان واقامة اخرى .. بل محو تاريخ بالكامل وتغيير مسارات شعوب.. وايضا لا ابالغ ان قلت تغير الخرائط ايضا والحدود السياسية.
ومن هذا المنطلق تبلدت المشاعر والاحاسيس ..واختلط الفرح بالحزن ..فلم تعد هناك فرحة حقيقية او حزن عميق وذلك لتقلب الاحداث بسرعة يصعب معها تبديل المشاعر فيبكى الانسان فى عز فرحته ويحزن ويكتئب فى منتهى نشوته.. لقد اختلطت السعادة بالاكتئاب والحب بالقلق والحنان بالقسوة ويشوب الثقة سؤ الظن فلم تعد المشاعر صادقة او دافئة بسبب ما يُعانيه الانسان من تذبذب فى الاحداث من حوله يتلقى مكالمة تفرح قلبه وتلوها اخرى تدفعه للبكاء.
وهكذا الانسان التعيس السعيد يضحك فمه وتدمع عيناه..ياله من عجب ..فكيف لا تضعف الهمم ولا تتساوى الامور ويكون القدر هو السيد وهذا يجعلنا نستسلم ولا نقاوم ..فموجة تطيح بنا الى الاعلى والاخرى تأخذنا الى بعيد عن احلامنا والاعنف تغرقنا دوامتها..
فى وسط هذه الهموم الاحزان نتطلع لا ى شعاع من النور يبعث الامل فى نفوسنا ويجعلنا نغلب احزاننا ويقوى عزائمنا..ويمكن ان يتحقق ذلك عن طريق الايمان والثقة بالله ..او يقابلنا صديق بقلب طاهر وذهن واعى متفتح فيعيننا على تخطى الازمات ويرشدنا ويوثق خطواتنا..او يكون الدافع لنا هو انسان يعتمد علينا و يثق فى قدرتنا فانبذل ما فى وسعنا حتى نكون عند حسن ظنه…
ولكن ماهو الحل لغباء القلب و قسوته..ما الحل اذا اشهرنا السلاح فى وجه اخواتنا وقتلناهم واحرقنا بيوتهم وانتهكنا حقوقهم وسلبنا اعز ما لديهم..هل نجد معنى لهذه السلوكيات الا انها افعال شيطانية ..من صنع عدو الخير..لانه رئيس هذا العالم ونحن من اعطيناه السلطان لجنوحنا الدائم نحو الانتقام والعنف..
ولأن الانسان العاقل الذى خلق على صورة الله ومثاله لم يخلق ليدمر وينهب ويقتل وينشر الفزع والجهل ويستعبد اخيه الانسان ويضطهده بل ويعطى نفسه الحق ان يحكم عليه وكأنه فائق الحكمة والصلاح.. وكأنه يرى بعيون الخالق فيتمادى وينفذ الحكم ..فياله من تطاول وغطرسة وكبرياء كاذب وواهى يؤدى إلى هلاكه ..
فلعل هناك من يدرك ان هناك معنى جميل للحياة وهدف سامى .. مثل مساعدة المحتاج .. حب بلا قيد . انشر السعادة واسعى للخير.. وانتبه لحياتك ابنى عمر اجتهد فى محاربة الفقر والجهل والمرض اسعى للحياة وليس للموت..