بقلم: كينده الجيوش
يحكى في التاريخ ويوما ما ان رجلا أعرابيا مسلما في الشآم صرخ من شدة الألم ومن وطأة الحرب التي كسرت رحاها ظهره وشتت أسرته وقتلت امرأته وأقاربه وأحبته. “وا معتصماه !” “وا معتصماه !”
“وا معتصماه”!! والدمعة اخذت مابقي من كبر الرجال!!
“وا معتصماه”! واعوذ بالله من قهر الرجال!!
هل من مجيب!!؟
وجاء الرد من حاكمة رومية مسيحية بعينين زرقاوين تأمر بالعدل والاحسان!!! فتحت بوابات بلادها !!! ووقفت بوجه الريح !! وقالت للسوريين من المسلمين والمسيحيين ومن الذين أذاتهم شظايا الحرب والخراب: “حلوا بِنَا فأنتم اهلنا !! وأنتم بيننا آمنين!”
.. واطعمتهم من جوع وآمنتهم من خوف!!
ويقال ان البعض حاول ان يهز عرش هذه الحاكمة! وان بعض الأحزاب استغلت الفرصة سياسيا لتقوض امارتها وتدمر مبادئها.. مبادئها ومواقفها التي أخجلت كل من تخاذل عن موقف مشابه!!
وسيحكي الزمان ان انجيلا ميركل زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي في المانيا هي امرأة بكل الرجال!! وهي خير من يمثل كل القيم العليا!
طوبى لك ألمانيا !!
واعرف ان السوريين في ألمانيا سيكونون أهلا لهذا الموقف الإنساني وسيساعدون في بناء مجد واسم ألمانيا بعملهم وجدهم واجتهادهم وسلميتهم مثلما فعلوا لبلدهم الام سوريا عبر الزمان .. بلاد الشام!!
وجرت المقولات على ان سوريا في المنطقة العربية وشعبها المجتهد تناظر ألمانيا في موقعها في أوربا حيث انها كانت دوما مركزا مهما للصناعة والتجارة والإنتاج… وألمانيا اليوم تعرف انها تستقطب اليها عقلا وشخصية مشابهة!!
واعرف ان السوريين الذين احتضنتهم بلدان غربية كثيرة ومنها بلدنا الام الثانية، كندا، سيكونون اهلًا لهذا المعروف وسيبنون مجد وعزة كندا وكل البلدان التي آوتهم من خوف!!
وسيحكي التاريخ ان الأحداث تدور وان الحياة تحمل مفارقات ومقاربات بعيدة وقريبة.. وبعضها يمسح جروحا تاريخية وبعضها يزرع المحبة والسلام..
وسوف يحكى بان الخليفة المسلم وامير المؤمنين المعتصم بالله في العصر العباسي، الذي أرسل جيشا جرارا وهزم أمير الروم في موقعة فتح عمورية في ٨٣٨ ميلادية على حدود دولة العرب والروم انتقاما وانتصارا لكرامة امرأة أعرابية اضطهدها رجل رومي وصاحت مستنجدة به “وا معتصماه”.!!.
سوف يحكى التاريخ بان المعتصم بالله لو رأى انجيلا ميركل اليوم وافعالها لتنازل لها عن عمامته !! وخلع عليها عباءة ملكه!!
طوبى لك ألمانيا






























