بقلم: كيندة الجيوش
ومع نهاية رمضان وقدوم العيد كل عام وانجيلا ميركل وألمانيا بخير! كل عام وجستن ترودو وكندا بخير! كل عام وحكومة السويد بخير! كل عام وكل من مد يد العون الحقيقية لكل جائع ولاجئ رغم بعد الجغرافيا والتاريخ بخير.
واليوم أصبحت الشعارات السياسية الجوفاء قزمة امام المآسي الانسانية .. وأصبح اللجوء للتاريخ من اجل الندب والوقوف على الاطلال امر ممجوج! ولكن استعارة التاريخ على أمل ان نكون يوما أكبر منه، هو المطلوب وهو العيد.. نذكر بتاريخ جميل على أمل ان يفخر بِنَا من سياتي بعدنا ! وان يفخر بِنَا جدنا لو كان يعيش بيننا!
واليكم جزء من مقال نشر سابقا!
يحكى في التاريخ .. ويوما ما .. ان رجلا أعرابيا مسلما في الشآم صرخ من شدة الألم ومن وطأة الحرب التي كسرت رحاها ظهره وشتت أسرته وقتلت امرأته وأقاربه وأحبته.
… «وا معتصماه !!!» «وا معتصماه !!!»
«وا معتصماه»!! والدمعة اخذت مابقي من كبر الرجال!!
«وا معتصماه»!!! واعوذ بالله من قهر الرجال!!
هل من مجيب!!!؟
وجاء الرد من حاكمة رومية مسيحية بعينين زرقاوين تأمر بالعدل والاحسان!!! فتحت بوابات بلادها !!! ووقفت بوجه الريح !! وقالت للسوريين من المسلمين والمسيحيين ومن الذين أذاتهم شظايا الحرب والخراب: «حلوا بِنَا فأنتم اهلنا !! وأنتم بيننا آمنين!»
.. واطعمتهم من جوع وآمنتهم من خوف!!
ويقال ان البعض حاول ان يهز عرش هذه الحاكمة! وان بعض الأحزاب استغلت الفرصة سياسيا لتقوض امارتها وتدمر مبادئها.. مبادئها ومواقفها التي أخجلت كل من تخاذل عن موقف مشابه!!
وسيحكي الزمان ان انجيلا ميركل زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي في المانيا هي امرأة بكل الرجال!! وهي خير من يمثل كل القيم العليا!
طوبى لك ألمانيا !! طوبى لك كندا! طوبى للسويد.. طوبى لكل بلد بروح إنسانية كبيرة!
واعرف واتمنى ان السوريين في ألمانيا وكندا والسويد.. وأي مكان اخر.. سيكونون أهلا لهذا الموقف الإنساني وسيساعدون في بناء مجد واسم ألمانيا وكندا والسويد وغيرها.. بعملهم وجدهم واجتهادهم وسلميتهم مثلما فعلوا لبلدهم الام سوريا عبر الزمان .. بلاد الشام!!
وجرت المقولات على ان سوريا في المنطقة العربية وشعبها المجتهد تناظر ألمانيا في موقعها في أوربا حيث انها كانت دوما مركزا مهما للصناعة والتجارة والإنتاج… وألمانيا اليوم تعرف انها تستقطب اليها عقلا مشابها!
واعرف ان السوريين الذين احتضنتهم بلدان غربية كثيرة ومنها بلدنا الام الثانية، كندا، سيكونون اهلًا لهذا المعروف وسيبنون مجد وعزة كندا وكل البلدان التي آوتهم من خوف!!
وسيحكي التاريخ ان الأحداث تدور وان الحياة تحمل مفارقات ومقاربات بعيدة وقريبة.. وبعضها يمسح جروحا تاريخية وبعضها يزرع المحبة والسلام..
وسوف يحكى بان الخليفة المسلم وامير المؤمنين المعتصم بالله في العصر العباسي، الذي أرسل جيشا جرارا وهزم أمير الروم في موقعة فتح عمورية في ٨٣٨ ميلادية على حدود دولة العرب والروم، انتقاما وانتصارا لكرامة امرأة أعرابية اضطهدها رجل رومي وصاحت مستنجدة به «وا معتصماه».!!.
سوف يحكى التاريخ بان المعتصم بالله لو رأى انجيلا ميركل اليوم وافعالها لتنازل لها عن عمامته !! وخلع عليها عباءة ملكه!!
طوبى لك ألمانيا
طوبى لك كندا وجستن ترودو، طوبى للسويد.. وطوبى لكل سياسي خاطر بمستقبله من اجل طفل جائع أو لاجئ خائف!
وكل عام وإنسانيتنا بخير